د. محمد عباس محمد عرابي - "اللحظة" في ديوان " أتنفسك " للفنان الشاعر أمين العصري

اللحظة في الزمن الفيزيائي فترة زمنية قصيرة للغاية ،ولكن لدى الشعراء لها رعود ،وتوهم ومتاهات ،وقد تكون رطبة وقد تكون منفصلة عن هذه المعاني تحدث الفنان الشاعر أمين العصري في ديوانه " أتنفسك " عن اللحظة فبين أن سماءُ العينين ..صخب سحابة ماضٍ برعود لحظة الأبدية ،وبين أن توهم التحكم توهم لحظة هادئة في عبور جسر انتعاش مؤقت، وتحدث عن دخول الرياح الخافتة في متاهة اللحظات الرطبة، وتحدث أيضًا عن حلول الربيع بالقرب من اللحظات المنفصلة ،وتحدث عن أمان البحر قبل اندلاع العاصفة ،وبين أن كل البدايات كانت مجرد لحظات ارتباك ،وفيما يلي بيان ما قاله في ذلك:
سماءُ العينين ..صخب سحابة ماضٍ برعود لحظة الأبدية:
تحدث شاعرنا أمين العصري فبين أن سماءُ العينين ..صخب سحابة ماضٍ برعود لحظة الأبدية حيث يقول في قصيدة (أتنفسك):
ترددين تلاوة الريح في وقت متأخر من المساء ...
وأنت تمسكين مكنسة ضوء ٍ
ورائحةً لأغنية على حافة حلم بريء
حمامة على أعتاب نافذة
...تجسم ساكنة في مواجهة بحر من الحزن
سماءُ عينيك ..صخب سحابة ماضٍ
برعود لحظة الأبدية ..
تجدل دمعها مطرًا
كلما حرك الهواءُ رأس شمعة ٍ بلطف (1)
توهم التحكم توهم لحظة هادئة في عبور جسر انتعاش مؤقت:
بين شاعرنا أمين العصري أن توهم التحكم توهم لحظة هادئة في عبور جسر انتعاش مؤقت حيث يقول في قصيدة (أتنفسك):
توهم التحكم فيك،
توهمُ
لحظة هادئة في عبور جسر انتعاش مؤقت
للوصول إلى ساحة مفتوحة الفرح
وأنت تسكنين كل ما بداخلي من غبار
وكمانات ..
وموسيقى ..
أتية مجددا بين غاباتك الناعمة
بحنين أهل السراة... (2)
دخول الرياح الخافتة في متاهة اللحظات الرطبة:
في قصيدة (باقة الزهور) تحدث الشاعر الفنان أمين العصري عن دخول الرياح الخافتة في متاهة اللحظات الرطبة حيث يقول:
..كل تلك النجوم التي أجبرتها على أن تهبط في البرية
لتحرق مهرجان الأزهار المحتضرة
كربيع أتى فجأة في غير موعده ليسرق أحلام الخريف هناك
حيث دخلت الرياح الخافتة في متاهة اللحظات الرطبة (3)
حلول الربيع بالقرب من اللحظات المنفصلة
تحدث الفنان الشاعر أمين العصري عن حلول الربيع بالقرب من اللحظات المنفصلة حيث يقول في قصيدة (أطلال):
لا أريد التوقف ..
لأنني بحاجة إلى سماء واضحة النجوم،
وإلى ربيع يحل قريبا من أوراقي الفارغة ولحظاتي المنفصلة
التي تركتها بقناعة تامة بعد أن تأخرت مرارا وتكرارا .
نعم لا أريد التوقف ..
ولا أريد حتى النظر إلى سفح يومي الذي مضى منذ عدة ساعات
كي لا أستعيد الذكريات من أرض عتيقة غطتها الطحالب ...
خشية احتضان حنين يحمل إلى على أخشاب الذكرى،
وحتى لا أقع مرة أخرى في شرك الصمت المطلق
ذي الطعم المألوف ..... .
ولأنني لم أعد أطيق الألم
....الألم الذي إن رغبت في تجربته من جديد ....
فسأحتاج إلى شجاعة أكثر من شجاعتي تلك التي
كنت أواجه بها فصول الربيع الماضية (4)
المكان آمن كبحر لحظة اندلاع العاصفة:
كما بين أمان البحر قبل اندلاع العاصفة حيث يقول في قصيدة (حتى لا أقول):
حين أكون مفعمًا بالعاطفة والحب ...
سأغرق كل الأشياء داخلي
حيث المكان آمن
كبحر لحظة اندلاع العاصفة...
وحتى لا أقول...
كم هي معتمة هذه الطريق ...وهذا الليل قاتم (5)
كل البدايات كانت مجرد لحظات ارتباك:
كما بين أن كل البدايات كانت مجرد لحظات ارتباك حيث يقول في قصيدة (أطلال):
لذلك سأفترض أنني أفتقد واقعيا غريزة تحديد الاتجاه المستقبلي للرياح التي تحوم خارج نافذتي ،،ولأنني أعلم تماما أن كل البدايات التي بدأتها كانت مجرد لحظات ارتباك (6)



المراجع
أمين محمد العصري، ديوان "" أتنفسك "، ط1 ، الطائف ،نادي الطائف الأدبي - بيروت :دار الانتشار العربي ،2019م




(1) أمين محمد العصري، ديوان "" أتنفسك "، ص48
(2) أمين محمد العصري ،ديوان "" أتنفسك " ،ص49
(3) أمين محمد العصري، ديوان "" أتنفسك "، ص14
(4) أمين محمد العصري، ديوان "" أتنفسك "، ص52-53
(5) أمين محمد العصري ،ديوان "" أتنفسك " ،ص12
(6) أمين محمد العصري ،ديوان "" أتنفسك " ،ص12

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى