حسني الإتلاتي - موال للمتنبي

لك ملك مصر حدائق الشام البهية والعراق
يا كل قطاع الطريق وهبتكم دمي المراق
ما كنت خوافا أفر ...خانتني الرفاق
حاولت أهرب من عناق الموت فاجأني العناق
أنا ليس لي في الملك أدنى شهوة
لكن للنفس الكبيرة ما يبيح لي اشتياق
أنا كنت أولى من مماليك صعاليك صفاق
لكن يد الأيام لا تعطي اللبيب الحظ
بل تعطي المخنث والمجنس
والمعتق في زجاجات النفاق
جبت المفاوز سارقا للنار
والبيداء تلجأ من لهيب للهيب ومن خراب للخراب
أبحث عن وطن وعن دفء وصحب لا تخون أغنية وغاب
فأتيت من باعوا قصيدي بالتراب
وأنا تغار وتعزل النجمات أشعاري العذاب
الحقد والحسد الدفين من الصحاب
أنا يوسف
وأنا المسيح
وأنا الحسين
وأنا العروبة والعروبة في لساني والثياب
حسدوك يا طفلا جميلا لا يرى سكنا يليق بذاته غير السحاب
قتلوك وانثنت العروبة للمجون
مدح الشفاه الخمر
والعسل الرضاب
فغدا العرب
جملا يحيط به الجرب
نعجا وخرفانا وغزلانا بغاب
الأسد تمرح في البلاد بل الثعالب والذئاب
والجهل يخفض أمة
والفقر كم يستنفر النفس العريقة لاغتراب
قتلوك أم قتلوا العروبة
نحن أوطان تضيق صراحة بالنبل بالفرسان
بالنفس الكريمة بالنجوم العاليات وبالشهاب
لك ملك مصر حدائق الشام البهية والعراق
ولي ممالك لا تسير إلى خراب
الشعر مملكتي
وتيجاني القصيد
يفنى الوجود
ولسوف تفنى
كل كافور سيفنى
ثم يبفى الله والشعر الكبير
صوت الضمير الحي
لا يبقى الغراب


من كتابي نقوش على جدار الروح 2014

حسني الاتلاتي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى