محمد هارون عمر - مهر الحسناء.. قصة قصيرة

طفقت تصحح دفاتر الطالبات بهمة عالية لا تعرف السأم أو الملل.. تجوس بأغوار الأسئلة. والأجوبة ومداد قلمها الأحمر يرسم لوحات مطرزة منمقة مذيلة بالتوقيع الجميل. فجأة. رن جرس هاتفها، زوجها يقول لها. إني ذاهب إلى رحلة عمل خارج المدينة، لإجتماع عاجل…دعت له بالتوفيق والسداد. حاولت أن تستقصي وتستقرئ و تستوقف الزمن، مسترجعة حيثيات ذاك اللقاء الأول الذي غدا مهرا للزواج. هي الإن في باب وزارة التربية… قلقة متلعثمة مرتبكة، هاهو خيال مديرها الشاب يفبرك تسيبا. وغيابا لا وجود لهما. خيرهم ونصحهم..أن يأتي المعلم أو المعلمة في الأيام التي تكون فيها حصصه فقط. لا حضور إلا أيام الجدول.. وظلت تعمل ثلاثة آيام في الأسبوع إلى أن قلب لها الرجل ظهر المجن وأشتكاها، باعتبار انها ظلت تغيب لمدة ستة شهور، كل أسبوع يومين. وتم عقد مجلس المحاسبة المتسرع بإيعاز من المدير المتعجل للعقاب…. الذي لم يسبقه تحقيق. ولا إخطار بالمثول والبحث عن مدافع.. قابلها حامد صدفة عند باب الوزارة. استشف الظلم من عينيها البراقتين. ومجرد أن روت له تفاصيل وخيوط الحكاية، استشاط غيظا، وقرر أن يجهض هذه الأجراءات الباطلة. ولج مكتب الوزير والمدير العام.. وظف مجمل علاقته الجيدة في هذا الحقل، لإنصاف المظلومة.. وفضح الجهل باللوائح دونت رقم هاتفه، وسجل هو كذلك تلفونها وعاهدها أن تأخذ حقها… قال لها هؤلاء يجهلون اللوائح غياب بأثر رجعي وفي يناير.. لقد. كاد إن ينتهي العام.. ونجح في تصحيح أخطاء مجلس المحاسبة السابق، وتم تكوين مجلس محاسبة. جديد مؤهل عادل، الغى المجلس الجديد، القرار التعسفي الجائر. إعيد لها راتبها مع الغاء الخصم… ونقلت لمدينتها الأسيرة، ووجدوا في ملفها أنها تستحق ترقية، فتمت. ترقيتها. قالت. رب ضارة نافعة… شكرت للشاب حامد صنيعه، وهو لايريد جزاء ولاشكورا.. احتفظت برقم هاتفه كنوع من حفظ الجميل. لهذا الشاب الشهم الغيور.. وفي ذات يوم هاتفها، عرفته تذكرته.. شكرته مجددا وإعتذرت للإنقطاع.. وقبل أن تكمل حديثها…سألها هل تزوجت؟ ردت في توجس.. لا.. ما رأيك أريد أن أخطبك؟ ولكنك متزوج… نعم ولكن توفيت زوجتي. رحمة الله عليها…. أعطاها اسمه بالكامل كموظف مغمور في وزارة ما. اهله ونسبه…، طلب منها أن تتحرى إذا أقتنعت بذلك.. تلجلجت تلعثمت.. ثم همست سأفيدك فيما بعد… آه إنه الشاب الذي وقف معها ذات يوم.. يالجمال الصدفة.. تحرت أسرتها عنه فوجدوه من عائلة طيبة محترمة… كل من سألوه عنه قال. طيب مهذب تقي… وتم الزواج.. ياللعجب وجدته موظفا كبيرا وصاحب مواقع إجتماعية لامعة.. وذو حظ في الجاه والثروة والسلطة .. وهي تنعم بلين عركته وجمال مودته وحلاوة معشره… تذكرت اللقاء الاول،الذي كان بمثابة مهرا لزواجهما الناجح.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى