رسائل الأدباء رسائل الادباء : رسالة من فاضل ثامر إلى محمد سلماوي يحتج على مواصلة تعليق عضوية اتحاد الأدباء في العراق

الثلاثاء 19 / 6 / 2007
الأستاذ محمد سلماوي ، أمين عام الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب المحترم
تحية طيبة:
تلقينا بأسى وحزن قرار المكتب الدائم للإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي انعقد في مدينة العريش للفترة من 2ـ5 يونيو ( حزيران ) 2007 باستمرار تعليق عضوية الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ، وبصراحة فقد أثار هذا القرار غضب أدباء العراق وكتابه ، الذين باتوا يعتقدون بوجود مواقف مسيسة معادية لأدباء العراق داخل الأمانة العامة لإتحاد الأدباء العرب وهي مواقف تتقصد في ابعاد الأدباء العراقيين عن أشقائهم الأدباء العرب ، وفرض حالة من العزلة عليهم قد تدفع في المستقبل إلى ردود أفعال سلبية تؤدي إلى قطع صلة الرحم التي تربط الأديب العراقي بأشقائه الأدباء والكتاب والمثقفين العرب .
لقد أطلعنا بعناية على الرسالة التي تفضلتم بإرسالها لنا حول نتائج مؤتمر العريش وتفضلكم بتلاوة تقريرنا المرسل إلى المؤتمر ، وهو موقف نحمده لكم شخصياً يضاف إلى سلسلة مبادراتكم الايجابية السابقة ورغبتكم التي لمسناها في إعادة عضوية إتحادنا ، لكننا نجزم انه لم يكن بميسوركم خاصة في غياب وفدنا ، أن تنجزوا لوحدكم ما كنتم تصبون إليه ، ربما بسبب هيمنة جو من التصلب والتشدد ضد إتحادنا داخل المكتب الدائم ، كما أطلعنا على نص الرسالة التي وجهها الإتحاد العام للأدباء والكتاب العرب لنا والتي تتضمن ثلاث فقرات ، الأولى منها تحية إلى الأدباء والكتاب العراقيين ، إما الفقرة الثانية فتشير إلى تقدير اتحاد الكتاب العرب للكتاب العراقيين " لصمودهم في وجه المحتل والظروف القاسية التي يعيشها العراق الشقيق " كما وردت عبارة ثانية " نأمل أن لا تكون ملزمة كشرط لعودة عضوية إتحادنا تتضمن الدعوة إلى " ضرورة مساندة المقاومة " وهو أمر خلافي بيننا لأننا نعتقد من خلال تجربة ملموسة بان ما يجري في العراق هو إرهاب وليس مقاومة ، وهذا الإرهاب تقوم به منظمات تكفيرية وإرهابية لها أجنداتها الظلامية الخاصة وفي مقدمتها" منظمة القاعدة " التي أعلنت عن تأسيس ما سمي بـ دولة العراق الإسلامية " وهو امر لا علاقة له بوجود الاحتلال او خروجه ولا نريد هنا ان نخوض سجالاً سياسياً مطولاً حول ذلك ، خاصة وان الرأي العام العربي بدأ مؤخراً يرفض رفضاً قاطعاً الأعمال الإجرامية التي ترتكبها منظمة القاعدة في السعودية والأردن ولبنان وسوريا ويصفها بالإعمال الإرهابية ، وحري ان تعد ـ قياساً على ذلك ـ أعمال القاعدة ضد الشعب العراقي اعمالاً إرهابية ، تجنباً لازدواجية المعايير على الأقل ، اما موقفنا من سلطة الاحتلال فمعروف ومعلن للجميع فنحن نطالب باستكمال شروط السيادة الوطنية وخروج آخر جندي من جنود الاحتلال ولا تحتاج في ذلك الى شهادة براءة تؤكد وطنيتنا .
وما نود ان نتأكد منه هنا ان ما انطوت عليه الفقرة الثانية لا يمثل شرطاً ملزماً لاتحادنا لاستعادة عضويته ، وإنما هو مجرد وصف للحالة العراقية وتطلعات لتحقيق ما هو قادم ، وبناءً على ذلك فنحن نعدّ الشرط الوحيد الذي انطوت عليه رسالة المكتب الدائم هو ما ورد في الفقرة الثالثة حول إجراء انتخابات جديدة للإتحاد حيث جاء في الفقرة : ـ
" ويعلن المكتب الدائم ان مقعد العراق محفوظ في الاتحاد ، وسيعود اتحاد أدباء العراق في حال حصول إنتخابات بين اعضائه تتوفر فيها الشروط القانونية حسب النظام الداخلي للإتحاد ويحضرها أدباء يمثلون فروع اتحاد كتاب العراق داخل العراق وخارجه ، وتقر هذه الانتخابات الأمانة العامة للأتحاد العام للأدباء والكتاب العرب " .
ونحن هنا لا نجد مسوغاً للإصرار على أجراء انتخابات جديدة ، مع ان اتحادنا يجري استعداداته اللازمة حالياً لتنظيم مثل هذه الانتخابات ذلك ان اتحادنا سبق له وان أجرى انتخابات شرعية في 25 / 7 / 2004 وهو ما سبق وان فصلنا فيه في اكثر من مناسبة وموضع ، ولذا نود ان نتبين فيما اذا كنا ازاء شروط سياسية محددة ( مثل مساندة ما يسمى بـ " المقاومة " ام اننا بازاء استحقاقات نقابية معقولة مثل اجراء انتخابات جديدة ، وهو ما يمكن ان نتحاور حوله .
ان ما يدفعنا الى هذا التساؤل هو الخوف من وجود مواقف وقرارات سرية ضد اتحادنا ، وما يثير مثل هذه المخاوف لدينا ما نشرته جريدة " اخبار العرب " الأسبوعية في 10 / 6 / 2007 من تغطية لوقائع مؤتمر العريش انطوت على الكثير من الدس والتلفيق والتزوير الذي لا يليق بالعمل الصحفي النظيف ، اذْ ربط التقرير بين قرار المكتب الدائم ومزاعم ملفقة ضد رئيس الاتحاد من خلال القول ان ، " إتحاد الكتاب العرب طالب اتحاد أدباء العراق باصدار بيان علني يعلن فيه موقفه بوضوح من الاحتلال الأمريكي ومن المقاومة العراقية وذلك نظراً لوجود تصريحات سابقة لفاضل ثامر وصف فيها بريمر حاكم العراق الأمريكي بأنه محرر العراق" ومثل هذا الزعم عارِ عن الصحة ويفتقد الى ابسط المبادئ الأخلاقية في العمل الصحفي والثقافي ، فالخبر ملفق ولا يستند الى واقعة محددة او سياق او تاريخ معين ، ولو كان ثمة قول كهذا لعرف او نشر سابقاً ولما احتفظ به ليطلق في مناسبة محددة مثل اعادة عضوية اتحاد الأدباء في العراق ، وربما كان نشر مثل هذا الادعاء الرخيص وراء رفض السلطات الأمنية المصرية منح تأشيرة دخول لرئيس الاتحاد والوفد المرافق له لدخول مصر وبوصفي رئيساً لإتحاد الأدباء في العراق فسوف احتفظ بحقي ضد جريدة " اخبار العرب" لترويجها لهذه الفرية الرخيصة لمقاضاتها قانونيا امام القضائين المصري والعراقي ، وأطالبها بالتعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بي جراء ذلك ومنها ـ ربما ـ عدم منحي تاشيرة دخول لمصر ، وارجو ان لا يكون هناك شركاء زور داخل المكتب الدائم ساهموا ايضاً في ترويج هذه الأكذوبة الرخيصة التي مهدت بالتاكيد لتمرير قرار استمرار تعليق عضوية اتحاد الأدباء في العراق ، اما الأكذوبة الاخرى التي انطوى عليها تقرير " اخبار الأدب " فهي تقويل المكتب الدائم بما لم يقله فيما هو معلن ، والنص التالي يكشف ذلك صراحة :
" ورداً على التقرير الذي ارسله اتحاد كتاب العراق الى اتحاد الكتاب العرب يشرح فيه موقف الاتحاد الحالي ، وانه قد تم تشكيله من خلال انتخابات ديمقراطية سليمة وعلى ذلك فليس هناك من داعِ لتعليق عضويته ، رد المكتب الدائم ان عدد الاعضاء السابقين في اتحاد وكتاب العراق قبل الاحتلال كان 2000 ، اما الاتحاد المشكل حالياً فيضم 600 كاتب عراقي فقط مما يعني ان هناك شبه استبعاد لكتاب عراقيين " .
ومصدر التزوير في هذا البيان يتعلق بالتلاعب غير النزيه بالارقام حيث زعمت الجريدة على لسان المكتب الدائم ان الاتحاد المشكل حالياً لا يضم سوى ( 600 ) كاتب فقط ، وهو يتناقض مع المسوغات التي سبق للمكتب الدائم وان ارسلها الى اتحادنا تحت باب "5 " وضع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق " والتي ورد فيها في الفقرة 3/5 الى انه قد حضر انتخابات اتحاد الأدباء في العراق 650 عضواً من اصل 2150 " اذْ لا وجود هنا للرقم 600 ، اما الرقم 650 فهو عدد الأعضاء الذين شاركوا في الانتخابات فعلياً اما الرقم الحقيقي هو بالتأكيد أكثر من ضعف هذا الرقم لضمان حصول النصاب القانوني ، اذْ سبق وان شرحنا في اكثر من مذكرة ان اتحادنا ، واستناداً الى بنود نظامه الداخلي قد قام بتجديد هويات الأعضاء الذين زودوا ببطاقات انتخابية خاصة ، حيث اشترط استنادا الى النظام الداخلي لمن يشارك في الانتخابات ان يكون قد سدد اشتراكه السنوي وحصل على بطاقة انتخابية جديدة وهذا ما سبق وان بيناه في رسالتنا الإيضاحية الجوابية الى اجتماع المكتب الدائم في العريش ، ولا تشترط الأعراف والتقاليد النقابية والديمقراطية مشاركة جميع الأعضاء المسجلين اصلاً بل اشتراك اكثر من نصف المسجلين الذين حصلوا على بطاقات انتخابية جديدة وسددوا اشتراكاتهم السنوية ، اما افتراض حضور جميع أعضاء اتحاد الأدباء داخل العراق وخارجه فهو ما لم ينص عليه أي بند في نظام الاتحاد ، وما لم يقله من قبل أي نظام داخلي لمنظمة ثقافية فيما نعلم ، بل ان معظم الأنظمة الانتخابية تجيز إجراء الانتخابات في حالة عدم اكتمال النصاب القانوني بعد أسبوع بغض النظر عن عدد الحاضرين .
وأخيرا ـ ومواصلة لقراءة تقرير " أخبار الأدب " هناك إشارة غامضة لم نبلغ بها في رسالة المكتب الدائم ـ لا نعرف فيما اذا كانت حقيقية ام مفبركة جملة وتفصيلاً ، تقول الإشارة " قرر المكتب الدائم توجيه الدعوة إلى اكبر عدد من الكتاب العراقيين بصفتهم الشخصية لكي يحضروا فعاليات اجتماعات الاتحاد القادمة ، ويذكر ان هذا إجراء يقوم به الاتحاد لدول لا توجد بها اتحادات تمثل كتابها مثل بعض دول الخليج " .
وهذا الأمر ـ ان صح ـ يمثل تجاوزاً صريحاً على شرعية اتحاد الأدباء في العراق لأن أي تمثيل يجب ان يتحقق من خلال الاتحاد حصراً ذلك ان العراق ليس من الدول التي لا توجد بها اتحادات " ان اجراءً كهذا سوف يوسع الفجوة بيننا ويدق اسفيناً من الصعب نزعه وسوف يثير موجة من الغضب لدى ادباء العراق وكتابه ومثقفيه وسيضع الامانة العامة ـ ان صح الأمرـ في خانة التآمر المكشوف والمقصود على أدباء العراق واتحادهم .
لذا نامل ان توضحوا لنا ما هو صحيح وما هو مقحم وملفق ، لكي نكون قادرين على التعامل مع زملائنا في المكتب الدائم بشفافية ونزاهة وموضوعية .
ما نود ان نؤكد عليه مرة أخرى ان اتحادنا يحظى بدعم غالبية أدباء العراق في الداخل والخارج ، وانه لم يؤسس أي اتحاد بديل او معارض لإتحادنا حتى اليوم ، ويمكن التأكد من ذلك من الدور الذي اضطلع به اتحادنا في تأسيس " المجلس العراقي للثقافة " الذي تشكل مؤخراً في العاصمة الأردنية عمان في منتصف ايار 2007 وفي تأسيس " نادي القلم العراقي " الذي انعقد في دمشق في مطلع كانون الثاني 2007 ، ولا نريد للمكتب الدائم ان يكون بهذا العمل الافتراضي محرضاً على تمزيق وحدة الأدباء والكتاب العراقيين .
ختاماً ما نحتاج اليه الآن تأكيد منكم لما ينبغي لنا ان نفعله حقاً لاستعادة عضويتنا وان نعرف ما هو طارئ ومزور مما أوردته ـ وللأسف ـ جريدة " أخبار الأدب "
مع التقدير والاحترام.


فاضل ثامر
رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى