أحمد القنديلي - مثل ماءٍ ملحٍ أُجاج صالح للشرب تُفٍّ.. تفٍّ

1-

صوت
ينشق له البحرُ
يأتي صاعقا
من حيفا
أو من وجدةَ
أو من خليج عدنْ.

2-

فجأة سقط البحر مغمىً عليه
ينجرّ بعيدا صوب مغارات الموتى
ويغورْ
تترنح كل القواقع واليرقات وحوريات الأعماقِ
شلوا من الوقت
ثم تموءْ
… وتنام


3-

فجأة يستفيق الأصمّْ
من وعكة فيروسه الكبِدي
يتجرّع كأسا من عَرَق مصطفى
بعناية حاخام ورع جدّا
وسْط باريس الفاتنةْ
ويقول:
“بوكِرْ طوفْ
روح الروح،
ياإسرائيلتي الحلوةْ
أحببتك سرّا في 48
وأحبك جهرا جهارا في 2000″
زمن أعشى
تاريخٌ أفعى
تسحبه أفعى
يتلوّى كيف يشاء
حينا يتسامق كي يعلو بي إلى ذروة الزهوِ
حينا يتبوّل حولي أو حول ناصيتي
في هذا المدى المتفحِّمِ
حتى أسهو عن شفتي ويداي.
في هذا المدى
ينهض الشهداء من النوم
ليلا مستنفرين
يتمشون فوق الماء
قليلا قبيل انفلاق الصباح
صباحا
يلتفتونْ
يُمنةً
يُسرةً
يبصقون
يُمنةً
يُسرةً
تُفٍّ
تُفٍّ
ثم ينصرفون
يتمشون فوق سحائبَ تعرُج نحو برازخَ
من عنب يتقطر ماء مرّا
يبلُّ مسامّ الحلوق.
ليتهم يأتون إليّ الآن
ليتهم لا ينصرفون
أريد الحرب عليّْ
وعلى كل شيء.


4-

سحب تتصاعد فاحمة في الهواء
تبقى الأرض عطشى
هنا وهناكْ
لا ماء اليومْ
لا ماء غدا
فلتنتظري.
5- الخريف أتى
كل حيّ لوى ساقيهْ
واختفى
شجر يتعرى جهرا
كأن العراء عمىً
لبس النسيان عباءته
وتسمّر
في طلل هار
يحصي حصيات الغبار.


6-

لمَ تزورّين صباحا
نحو اليمين
ومساء نحو اليسار
فاوْستْ
صانع السُّم والترياق
لم يكن وقحا
يتها الوقحةْ
لم يسرق مثلك ترياق الخلد من كلكامش الحزين.


7-

أتسيْزَف كل مساء
أتزوبع في فنجاني
مرارا
وتزلقني الرغوة الملساءْ
فبأية قوقعة أحتمي كي أنام؟
لي أن أتموّج وسْط الألوان
أعمى
كي تتلقفني في خاتمة العدْوِ
حين تشاءْ
أو كي أتوسد نعلا
أو عتبةْ
لست نعلا
أو عتبةْ
لي عيناي
تغرورقان
حين أغضب
أو حين أذكر موتاي.


8-

تندلقين مثل كأس داهقةْ
هدّها الانزلاق
من يد ليد
ليت الوقت تاه بنا
في مفازات تيه يخمش كل طريق
تؤدي إلى شرفة آمنةْ
ليت كل الوقت انتهى.


9-

سمفونية سابعهْ
يهتز لها سقف البرلمان
هرولوا للغناء
في المنعطف الأوّلِ
جبل وعرٌ
في المنعطف الثاني
شِعْب تتبختر فيه الكروم
تتدلّى منها عناقيد العنب
هرولوا
فلقد أزف الأجلُ.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى