علجية عيش - الخميني كان حلمه تحويل العراق إلى امبراطورية فارسية

التدخل الإيراني حَوَّلَ العراق إلى دولة الميليشيات



يعرف المشهد العراقي منذ سنة 2003 إلى اليوم تغيرات على كل الأصعدة و المستويات، لم تعد العراق بلد الحضارة كما كانت من قبل ، بل تحولت إلى دولة عنف و ميليشيات بسبب التدخل الإيراني بدليل إعلان حزب الله في العراق عن تشكيل جيش و التزام الحكومة العراقية الصمت، كانت الحملة الإيرانية على العراق في نظر الرئيس الأمريكي بوش حملة ربانية، حيث قام بدعم إيران بجيش امريكي انطلق من الكويت إلى بغداد عن طريق الصحراء الناصرية، و لم يتفطن شيعة العراق بالمخطط الأمريكي الإيراني ضدهم بل أهدوا سيف علي بن ابي طالب للجيش الأمريكي، فمنذ عهد الإمام الخميني و إيران تحلم في أن تتحول العراق إلى امبراطورية فارسية تضم كل الشعوب الإسلامية ، كون العراق تحتل مساحة كبيرة في الإستراتيجية الإيرانية، ما دفع بالخميني إلى سياسة الإستفزاز لإثارة الغضب العراقي و بخاصة الرئيس صدام حسين، كانت النتيجة وقوع ما اصطلح عليه بحرب الثمانية سنوات طيلة مرحلة الثمانينيات (1980-1988) ، و معروف عن الإمام الخميني انه عرّاب الدولة الصفوية (البهلوية) و لم ينحرف يوما عن مخططها، فقد سعى بكل الوسائل إلى احتلال العراق باعتبارها صاحبة حضارة و شهدت الكثير من الحضارات حتى أصبح يعتقد أن الدولة العراقية هي جزء من الإمبراطورية الفارسية، فإيران لها عداء كبير تجاه العرب و كانت تستهدف أهل السنّة و بخاصة قبائل "البلوز " و أسست فيلق بدر لمواجهة العرب السُنة، يقول المحلل السياسي أسامة الهتيمي: في الشهور الأولى من ثورة الخميني في حرب العراق معظم العراقيين تحصلوا على الجنسية الإيرانية و هم الحشد الشعبي و كانت الثورة الإيرانية مرجعيتهم، دون أن يلتفتوا إلى خطورة الدور الإيراني داخل إيران و خارجها.


كان الإتفاق على تفاصيل العملية في العراق، بدعم من أمريكا، لكن شيعة العراق لم يحاولوا مواجهة الخطر الأمريكي الإيراني لأن القوى الإيرانية كانت الأقوى، ثم أن الولاءات تعددت داخل الجيش العراقي، يضيف التقرير أن النظام الإيراني هو الذي أسس "داعش" و عمل على هدم الأثار العراقية بغية محو هوية الشعب العراقي الأصيل، حسب تقرير الأمم المتحدة فإن إعمار المناطق الأثرية التي هدمتها إيران تحتاج على الأقل إلى 100 مليار دولار، و تتساءل الأمم المتحدة في تقريرها عن مصير الـ:32 مليار دولار التي خصصت كمساعدات للتمويل الإيراني للمليشيات العراقية تم تحويلها إلى وجهة مجهولة و لم يظهر لها أثر، كما أن إيران أخذت من قطاع "النفط" العراقي 35 مليار دولار ما جعلها في ظرف عامين تحقق سيطرتها على العراق، لولا الصحوة العراقية التي استيقظت و أصبحت تطالب بانسحاب إيران رافعة شعار: "العراق حُرّة"، كان الرئيس المصري أنور السادات في خطاب له أن كشف أن الخميني كان يصدر 6.5 مليون برميل من النفط يوميا بقيمة تعادل 250 مليون دولار شيك و ليس ضرائب، ما جعل العراقيون يتفطنون أن السيطرة الإيرانية على العراق نجحت باستغلال فكرة "المظلومية التاريخية لمقتل الحسين"، و لقيت هذه الشعارات قبولا لدى الشباب العراقي، ليس الشباب العراقي الشيعي فقط، بل دغدغت هذه الشعارات مشاعر الشباب السُنّي كذلك، تقول تقارير أن اغتيال قاسم سليمان مثلا ، كان خيارا أمريكيا و بتنفيذ اليد الإيرانية الخفية، و هذا ما يؤكد أن الصراع قبل مقتل الحسين كان صراعا سياسيا، و ما لبث أن يتحول إلى صراع عقائدي و هذا الصراع فتح الباب لظهور الفرق الإسلامية، و هاهو النظام الإيراني اليوم يشرع في نشر التشيع داخل الأزهر، و يرسل جواسييه إلى مصر أو كما سمّوهم بـ: المتسللون.

السؤال الذي بات يطرح اليوم و في الوقت الحالي بالذات وبعد انتخاب الرئيس العراقي الجديد هل سيغير هذا الرئيس المشهد العراقي و يعيد للعراق مكانتها الحضارية؟ و هل سيفصل الطرفين ( العراقي الإيراني) في العديد من القضايا التي تعتبر قاسما مشتركا بين شيعة العراق و شيعة إيران، هذه الدولة الفارسية و باسم الثورة الإسلامية التي بنت سياستها الدينية على مبدأ "ولاية الفقيه" الذي يعتبر محل إجماع الشيعة الماضين منهم و الأحياء دون استثناء، و تحديد وظائف الفقيه و تحديد مدى صلاحية الولاية الدينية و القيادة الجماعية الشاملة للفقيه و إدارة المجتمع الشيعي في كل البلاد ذات الأغلبية الشيعية، خاصة و أن بعض فقهاء الشيعة مختلفون في بعض الوظائف لاسيما الوظيفة السياسية المتعلقة بإقامة الدولة الإسلامية و قيادتها، كون الخلاف ينحصر أساسا كما يقول محللون في مساحات ولاية الفقيه، أي ما تعلق بالمرجعية الدينية و هو ما اشار إليه المحلل علي المؤمن في إحدى دراساته حيث أكد أن المرجعية الدينية الشيعية ظلت ما يقارب من 1200 عاما اي منذ غياب الإمام محمد بن الحسن المهدي المنتظر تقف على راس النظام الإجتماعي الديني الشيعي ممثلا في الحوزة العلمية الشيعية، باعتبارها الوجود الثابت و الجوهري في النظام الإجتماعي الديني الشيعي، و هذا منذ بداية عصر الغيبة و حتى الآن، رغم وجود خلافات و انقسامات داخلها فهو يحظى بالقوة مما يجعل المجتمع الديني الشيعي أكثر تماسكا وقد يصل به هذا التماسك إلى العالمية فضلا عن الإستقلالية المالية و المشاركة في الحكومات و إيجاد الحلول لإشكالية الهوية الشيعية و المشاكل الطائفية.
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى