أحماد بوتالوحت - الكَراسي الرُّخامِية

وَلِأنّه كان بِلا عَقْل راجِح ، فَقد دَأَب عَلى رَجْم قَطِيع السَّحاب بِالْحَجر
ولمَّا تَسْتَغْرِق العُزلَة جِيَاد السَّماء ، يَرْفَع عَقيرَتَه بِالأَذان
وَيَقيناً أنَّه مَن كان يَحْرِسُني مِن "لَسَعات النُّجوم " فِي لَيالي الصَّقيع
كَما تَحْرس عَرَبات مُفُكَّكَة ، بَقَرات زَجّ بِها رَسّام تَحْت جِدار وَشيك التَّمَزّق .
وإذا الَّليل جَنّ ، يَؤُوب إلَى غُرَف مُتَنَقّلة فِي نُزْل مِن فَنادِق الْجَنوب
وَهُناك ! يُواصِل لَكْمَ الهُدوء بِقُفّازَيْن يَتيمَيْن يَعودان لِخادِم أَمِير مَخْلوع
شاخَت الطُّرق وَشاخَت السَّابِلَة وما شَاخ صَوْتُه النَّافِر النَّهْدَين
صَوْت يَدْعو إلَى الصَّلَاة ويَؤُمّ كَرَاسي رُخامِية مُسْبَلة العُيون .

أحماد بوتالوحت

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى