مصعب الرمادي - دعاء الحطَّاب

الي روح صديقي الشاعر السوداني / عبد الله شابو


I

القيامةُ بالمتردمِ المُستعربِ لا تعيها بالترجمة الركيكة تآويل مُحدثات الأعاجم. كأني بهم ينسلون من كل حدبٍ و صوب لئلا تقلُ بهم فذلكةُ المٌؤرخِ و غارة الليل الثقيلة على نبضات المدينة الخائرة . كان الموتُ أقرب من حبل الوريد و المُؤكد لم يكن ليرعى بهم تحت القبة الحديدية حداثة جنازة المؤلف العائد في التو من مناشير الغابةٍ بينما لم تراعي ذمة "حاطب الليل" مقدار ما لم يعد مقياساً لتخمين شر القصيدة المستطير.

II

على ما يبدو أنهم كانوا هُناك قبل مناورات " الحلاج " الأخيرة إذ لا يعبرهم بمضافة "الإلوهية " نهرٌ لم يتخطى بهم مسلك المتصَّوف الذي من دنوه الكامل لم يتحَّدر من حالقٍ لا يني يستدرجهم لجلوزة المتداعي من تغريبة اللاهوت. على ما يبدو ان أنهم كانوا هناك بالمنحر غير أنهم لم يركنوا باليوم السابع الي مزولة الوقت الذي لم يعهد به اللصوص توجس نظرته المستريبة لقمصان الرياح وجبانة الأباطرة المدججيين بخيلاء ممالكهم المتغطرسة الزائلة .

... ..

على سجادةِ القش تجاوزني الدرويش مرتين قبل أن تنكرني الحضرة و ما تبقى من ثمالة كأس النديم . كانت "جزيرة توتي" على الجسر تعاظلها على غربة "الصليب"و " ودموع التماسيح " و"زهرة البنشنين" فيما كان " الشاعر البدوي " يقرأ للعاشقة الخجولة قصائده الأخيرة "بحديقة الاسكلة" و " بمركز السودان القومي للغات " قبل ان يقوم مقام "نادي القصة القصيرة عند "اليونسكو" ما لم تبرح به " المعدية " ملازمة المُستقضى للزوم فائدة الذي لا طائله من ورائه .

III

وكما ان الزنوجة لا تغوي إستواء المعلوم بما لا يرد من تبرج السافنا مجاهل الدغل التي ما تزال تسدر به الشطوح وتفاريع جوامد اشتقاقها من مسالخ الكم و الكيف . وكما أن الزنوجة لن تحرض الاستواء على غموض أسرار السافنا الفقيرة فأن الشياطين لن تسكن بالمدارات التي من سطوة المحو و النحل لا تني تستدرج " جمعية اللواء الأبيض" لوطيس يليق بالأباطيل الفارعة التي ما تزال تحجل بالدمالج و الدمقس و الديباج عند بهو الرواق .

IV

الأزرق كالهجينِ يختلطُ بلغوه التابوه و التعاليم الأخذة في التولي من محاصصات العدو . التفاعيلُ في ذروة المأساة لو ان من قصيدة النثرما لم يرتفع بالدرج المكسور لحدس مشيئة المغنية الصلعاء التي قد لا تشملها بسهرة الأضداد شمعدان الشموع و الشحيح الذي بالأزرق الشاحب لم يصغي لنحيب " سنار المحروسة " .

... ..

وقد يقول القائلين : " فيما نحن في شغلٍ عن تفنيد تلك المعضلة عاظلتنا الكيمياء بمفاتن تراكيبها الباهرة قبل أن تؤسس بالرمز مدرسة من عرائش عراجينهم الي من واحة نخيلهم لم تبلغ بحداء النوق منتهى جماع سريرة التطببع و التطبيع . و لأنه قد لا يقولون بما أسلف من دين يستحقه دخان المختبر فأنهم قد يحضوا مثله فئران التجارب لما قد لا يبلغهم قبل انقطاع الوحي عن عزلة الرعويات التي قد لا تكتفي بما استدرك من جهالات تستلزم معاودة المستدرج لمؤامرة نظرية النشوء و الارتقاء . .

V

لن تغوي الزنوجة الاستواء بغموض ثمرة البابايا وما تسكنه الشياطين و المدارات من غثيان ذاكرة المحو و النحل التي لا تني تستدرج " جمعية اللواء الأبيض " لوطيسٍ مستحكمٍ بمعارك الرواق الضارية .

VI

ليس بالملاحم ما يليق بحماقة المغنى وأهله . ليس للرهينة كل هذي الأغاني ومزحة التنصلٍ الفج مما لم تخطأ به مراياها المحدودبة دون ما تراه في عيون غيرها . ليس هذه التهتك مما لا يجدر بالإشارة لمحض طربيات متعالية قد يتكلس بها ثقل الريش و أحلام الربة الحجرية دون أن تختلي الهنيهة بالملتبس من ضلوعِ "المرود" في " المكحلة" .

... ..

التيارُ لا يعالج كدمات المُتحَّجِر . الذي يبلغ ُالمراسيل ذاك الذي يروم به المستمر فظائع مساجلات قطائع المنبت عن القطيع . التيار لا يدرس المنطق كبديل لجدول الحصص المدرسي إذ ليس "للغابة" أن تمعن الي أرق "الصحراء" وما لا يحفز بهم لأجلها مناظير الهوى والهوية .التيارُ لا يطلبه لتَّورد جنة الرَّمان بل للذي لم يبلغ بهم كينونة الذات المهشمة و بالتبغ الذي لا يزعجُ الغريبان تحت هاتيك الشجرة بل انه على عهدةُ هاتيك الشجرة لا يمتحن وحشة البراري لقيامة الظل الذي ينهضُ اليوم لقيامة يوم لا ظل!. .

VII

وربما لا تحصلُ الخلاصة عليها خلا ما بالندرة من لاشيء قد لا يخصهما في الأقل من تدابير صياغة المضامين . الخلاصة قد لا تجذب المتجمهر لولا غبار بالأضابير قد يستدرجهم و الغامض مما لم يوغل في التدقيق عن فحوى تفكيك النصوص . الخلاصة أن لا التقيك "بالخرطوم " لمرة أخرى كلما هممت بتذكر الخيبة الباذخة التي ورطتني بمزحة الموت الثقيلة .

VIII

بالوصيد "الكوة" ترمقُ الخطوة المرتجفة "لشاعر السودان " لردح من مداواة الداء بالداء . بالوصيد ما ضرهم لو أنهم تغافلوا قليلاً عن مصادرة " الواقعي" قبل فجاجةٍ لم يختصرُ به الطريق من الطريقة. بالوصيد " معركة الأسلوب " و فطرة الله التي فطر الناس عليها قبل و وقوع الفأس في الرأس و قبل تخيل الضفة الثالثة و احتقان ببرتقالة الشمس. .

... ..

لسوف لن نراك في كثيرٍٍ مما تواتر من دماثة المستطرد . و لسوف لن نرعوي كذلك لنزالٍ لا يزال على ضالعاً بالهجنة والخرافة و تركة الكوابيس دون ان لا تقَّربها نزور المزار الذي لا يقصده إله محاربٍ لم تعثر به العاشقة المروية على نقوش و تماثيل لثلاثة رؤؤس "بالنقعة و المصورات المأخوذة بمعبد الأسد " أبادماك "

IX

يا حبذا الغواية من دار . كنت شهوة المادة يا أيها المنفى في علبة الكبريت .صرت يا سيد العزلة الضاربة أطناب لوعتهن منذ شغف البلاد للبلاد . يا أيها المجيد من دعاء "حاطب الليل" يا صديقي في الملمات هنا " ع شابو ".

X

كلما صادرني العسسُ تمثلت بالقصيدة توحش المُخيلة لكيما أراد بها دين الحقيقة المستحق . كلما خالجني الحنين إليك تأملت صورتي في المرآة فلم اعد أغشي عليِّ . شدما أنا مدنفٌ الآن هناك في تقريظ جنَّة الشوك كمستدركٍ لم يقارب " بالأخفش " بحاراً ما انزلت بها الحرفة من سلطان . شدما أنا من غيري اتمثل بغيرك ريبة الآخر و ما لا يسطيع عيان أن يعول عليه من كثرة مراوغة حدوس الروليت .

... ..

المُحدثون لا يتكلمُون "بالحرة" لكيلا يقيمون في الليَّل سرداق عزاءهم لفقداهم الأعزاء . كم يكلفني ذلك الموت الأشهى حيواتٌ لا تحَّض الحبر على ورق الصحافة الرخيص . و كم هموا المحدثون الذين عبورك في الحلم ذات قيلولةٍ راهجة هنا لا يركنوا الي جنب الطور الأيمن بينما لم تبرح اعتيادك على ما ليس يعني التكلس في استنطاق الروابض او المكابرة في العزة بجنة الأخطاء .

XI

كأن لم يقل شاعر قبله : " ليس للمفردة الفاحصة ان تفارق به رؤية المتصَوف الخالصة دون توخي السلامة لحبكة المتمنطق بمرئيات "ابن عربي " كأن لا يجترح برهافة المرح العميق تجليات " أبو حامد الغزالي " حتى لا يراه به في " شجر الحب الطيب" يأتي من تمرد المألوف و بساطة المُعطي الذي لا يكل بالرصانة الاحتفاء بنبالة معدنها الكريم .كأن لم يقل عاشق قبله : "كأن الشواهد لم تغوي الأكاذيب او تحضهم العاصفة بالسقوط النبيل قبيل زفرة من مكابدات اللاجدوى ".

______
* من ديوان ( Susanese Ink ) للشاعر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى