محمد الرياني - الجائزة..

لا عليكِ يا صغيرتي فأنتِ الأجمل، مرَّ هذا اليومُ ولم يتوجوك، غدًا سيأتي يومٌ جديدٌ قد تكونُ الجائزةُ مختلفة، ربما جائزةُ اليومِ لاتليقُ بك ، وقد يخبئ لك القدَرُ سرورًا جميلًا يعوضكِ عن حالةِ الحزنِ التي اعترتْك بعد فشلِ الاعتلاء، تنهدتْ وقالت لي وهي تنشجُ من الفرحة :كنتُ أتمنى أن تكونَ أنتَ الحكم، أو الذي يُتوِّجُ بالجائزة، قلتُ لها ومايدريك! ربما تكونُ النتيجةُ واحدة، قالت لايمكن أن يصعدَ غيري في حضورك ، لم أدعها تستغرق في تبريراتها، أشرتُ إلى الشمسِ التي مالتْ للغروب وبيدي رسمتُ لها صورةَ الشمسِ التي ستشرقُ عن مفاجأةٍ لاتنساها، تحققَ وَعْدي وجاءَ تتويجٌ جديد، نادوا لاستلامِ الجائزةِ بأعلى صوتٍ بأن تحضرَ كي تستلمَ الجائزة ، حضرتْ في أبهى حُلَّةٍ وكانتِ الأجملَ بين الحاضرات، لم تستجبْ للنداء، أومأتْ لي بأن أستلمَ بالإنابةِ عنها وسطَ الحضور، صعدتُ وعينايَ تنظرُ في عينيها حتى كدتُ أن أتعثرَ في درَجِ الصعود، قالت انتبه لقد كدتَ أن تقع، لم أكمل سَيْري صوبَ الجائزة، تعثرتُ من جديد، انطلقتْ نحوي لتنتشلني بيدها الصغيرةِ من الأرض، مشينا سويًّا متلازمين ، لم تكن الجائزةُ لها أصلًا، كان يومُ التكريمِ مختلفًا، احتضنتْ الجائزةَ قبلي، قبَّلتْها حتى شبعت، طبعتْ على رأسي قبلةً رائعةً أمام مشهدِ الباكين الجالسين في المسرح، همستُ لها بأن تنزلَ حتى أُلقيَ كلمةً في الحفل، أو كلمةَ شكر، صفقتْ لي كثيرًا وصفقوا معها، نسيتْ أنها خسرتِ التتويج يومَ أمس، فرحتْ بي أكثر، لم تكن تعلم أن في باطنِ جائزتي جائزةً أخرى لها أيضا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى