محمد عزيز المصباحي - كُساح..

… ولذلك… لا أحد يمكن أن ينكر أن حرية التعبير غير موجودة عندنا… و ان اللقيطة المسماة حرية، ولدت، حسب علمي، ولادة قيصرية، وفي مكان غير مناسب بتاتا… كان مسقط رأسها كما أخبرت بذلك، داخل حِصن حصين، مدجج بالحراس و الزبانية، سالت فيه دماء كثيرة و سافرت أرواح… لم يكن المخاض سهلا… جن الكثيرون من قاطنيه و مات من مات. و من نجا خرج محملا بباقة من الأمراض و الكسور… المهم أنها قد ولدت وتبناها أنقياء وسَفَلة، الكل يدعي أنه هو الأب الحقيقي… ولدت كسيحة … لا تتجاوز نصا قصصيا أو قصيدة أو عرضا مسرحيا…
وعندما تبدأ الشخوص بإخراج رؤوسها من النص المكتوب أو ينزلون من ركح المسرح ليشاركوا الناس فرجتهم… عند ذاك… تبدأ الهمهمات، وتمتد الأيدي تتلمس المسدسات و العصي الكهربائية، وتشتغل الهواتف النقالة…
ماذا وقع؟…
خرجت شخصية غريبة من نص قصصي… نسي ممثل حواره وبدأ يرتجل كلاما ملغوما، لا يوجد في الأصل… أين آباء هذه اللقيطة؟…
ابن من هذا؟
لماذا لا تتحكمون في إغلاق نصوصكم المقرفة حتى لا يتسرب منها شيء؟
… ألقي القبض هذا اليوم على شخص هارب من رواية أجنبية، يعلّم الناس كيف تتحول الكلمة إلى فعل…

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى