أحمد بلقاسم - قصص قصيرة جدا بعدد زغب جلدي

لما توقف الحمار عن الحركة استشاط صاحبه غضبا، وأخذ بخناقه معنفا إياه ليرده إلى جادة الصواب
- خذ يا مغرور..
- لم تعنفني يا رجل؟
-خذ لأنك تأبى إلا أن تكون متمردا.
- كل ما في الأمر أنني عدت إلى مذكراتي وبعد التمعن فيها عنّ لي خاطر..
- بان تنقحها وتحولها إلى رواية..خذ .
- وما العيب في ذلك يا رجل؟
- تسألني عن العيب خذ.
- أي ي ي ي.
- العيب؛ أن الرواية ستستنزف جهدك ووقتك، فتتعطل مصالحي يا مغرور!..خذ.
-أي ي ي ي .. ليس الذنب ذنبي..
- ذنب من إذن؟
-ذنب شيطان الإبداع الذي زيّن لي ما اختلج في صدري من خواطر..
- والحالة هذه، إن كان لا بد من تفجير مكبوتاتك، أنصحك بالإبداع في الشعر ..
- الشعر؟
- نعم، صوتك الرخيم لا يصلح إلا لشعر النثر ..
- النثر؟
- ورشاقتك وخفة ظلك، قد يكون لهما باع طويل في القصة القصيرة جدا...
- صحيح؟
- أي ورب الكعبة.
- سأكتب قصصا قصيرة جدا بعدد الزغب الذي يكسو جلدي.. يافرحتي.. هاء هاء هاء هاء .. صرت قوقجيا.. أنا حمار القصاصين.. هاء هاء هاء هاء..

21 ماي 2015

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى