فتحي مهذب - سكة الحديد الأبدية.

أقترب كثيرا من سكة الحديد الأبدية
مخلفا ورائي وعلا من البرونز
يلتهم جزءا كبيرا من غصوني المتدلية..
قطيعا من الهواجس في بيت الإستحمام..
قلب حبيبتي في جرن الشماس..
مطريتي التي أهديتها إلى الملاك الأحمر
الملاك الذي يحرس حديقة مناماتي من الصحون الطائرة..
من ثرثرة سكان رأسي..
شبحا يهاجم دراجتي الحزينة.
أقترب من السكة المتلامعة
تتبعني ستون سنة في كرسي متحرك..
قارع الطبول يمدح الحصان الذي يحمل حياتي مثل كيس مليء بنقود مزيفة
وداعا أيتها الحفرة العميقة التي تسمى حظا سيئا
وداعا أيها الفهد الأشقر الذي كان يسمى شبابا
أيها النهار الأبله
وداعا سأراك في مستودع الله قريبا
أيها الليل إعتن جيدا بأزهار المخيلة.
يقترب القطار
أقترب مثل نعامة في السافانا
لم تزل دموعي متجمدة على حبال الأرجوحة
لم يزل السحرة يقفزون من نوافذ الطائرة
والباشق الذي يحوم فوق رأسي
سيدلني على مغارة اللاشيء.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى