علجية عيش - حديث الصباح.. من دفاتر الأحداث

الشّعار الذي أفاض الكأس بين النظام و الفيس

النظام الجزائري معروف عنه بأنه نظام معقد و حينما يريد القضاء على تيار ما أو زعيم ما ، فإنه يستخدم كل الأساليب القمعية لإنجاح مخططه ، فلكل رئيس دولته و لكل حكومة قوانينها، هذه عيّنة فقط مما حدث بين "النظام" و "الفيس" قبل وقوع الحرب الأهلية، رغم ما حدث الأمال لا تزال معلقة لصدور عفو رئاسي شامل يقرره الرئيس عبد المجيد تبون و يتحرر السجناء السياسيين المحسوبين على الفيس و من ثمّ يتحقق الشمل الجزائري ثمّ الذهاب إلى بناء جزائر جديدة

ما تزال ملفات لم تفتح إلى اليوم بعد مرور 30 سنة من وقوع الأحداث يحاول النظام الجزائري طمسها رغم مساعي إعادة لم الشمل الجزائري لكن هذه المسائي على ما يبدو أنها مجرد حبر على ورق أو ذر للرماد لاسيما الملفات المتعلقة بالاغتيالات و من بينها ملف مختار بويعلي الذي اغتيل بالرصاص سنة 1983 و أمام مرأى ابنه، و قضية تعذيب شقيقه مصطفى بويعلي و قضايا أخرى كانت حلقة بين ما حدث بالأمس و ما تبعه من ممارسات تعبر عن العنف أدت إلى الانتفاضة الشعبية التي تمثلت في الحراك الشعبي.

يقال أن الفيس كان ضحية مخطط مخابراتي قاده إلى وضع معقد و قد نجح مخططها من خلال وضع قوانين لا تخدم مصلحة البلاد لضرب ما يُمي في وقت الفيس بالبلديات الإسلامية وقد سبق و أن عبّر زعيم الفيس الشيخ عباسي مدني رحمه الله عن موقف حزبه من هذه القوانين التي تتعارض مع المصلحة الشعبية بأنها ليست قوانين لأنها وضعت في زمن ( زمن نابليون) لم تعد صالحة في الزمن الحاضر، كان موقف عباسي مدني بأنن لا يريد أن يتورط في خيانة ـو ظلم و ل كان باسم القانون، لا شك أن الجزائريون لا زالوا يستذكرون موقف الجبهة الإسلامية للإنقاذ ( الفيس) FIS يوم أرادت أن تلتقي برئيس الجمهورية لتقدم لائحة مطالب الشعب الجزائري و المنتخبين في المجالس البلدية.

حسب التقارير كان الوفد يتكون من ( الشيخ عباسي مدني، علي بن حاج، الهاشمي سحنوني وعدد من رؤساء البلديات) و قد منعهم ممثل رئاسة الجمهورية آيت شعلال من مقابلة الرئيس و دار جدل بين الطرفان حول العديد من القضايا خاصة ما تعلق بقضية تحريم " الخمر" الذي حرمه قانون 1963 أيام الرئيس أحمد بن بلة ، ظل هذا القانون مطبق في عهدة الرئيس هواري بومدين، إلا أن القوانين الجديدة ألغت تحريمه بعد رحيل بومدين، و لعل شعار الدولة " من الشعب إلى الشعب" النقطة التي أفاضت الكأس كما يقال.

حاول النظام الجزائري أن يجعل من هذا الشعار نصا مقدسا ، و كان الشيخ عباسي مدني يرى بأن هذا الشعار ليست له أي قيمة تاريخية، على العموم كل من كانوا محسوبون على النظام وقفوا ضد الفيس، و هم في الحقيقة لم يقفوا ضد قادة هذا التيار كأشخاص بل في وجه مشروع الدولة الإسلامية، الذي كان مشروع المجتمع الجزائري، لكن حدث ما حدث و وجد الفيس نفسه محاصرا فكان لابد من المواجهة، هاهي اليوم شوارع الجزائر تنتشر فيها قارورات الخمور، شباب يتعاطى المخدرات، نساء مشردات يبتن في الشوارع، و أطفال يتسكعون خارج المدارس، مشاريع معطلة و مجمدة، مجتمع يعيش في الفقر، مرضى يبحثون عن الدواء، و معتقلون سياسيون داخل السجون لجريمة لم يرتكبوها، رغم ما حدث الأمال لا تزال معلقة لصدور عفو رئاسي شامل يقرره الرئيس عبد المجيد تبون و يتحرر السجناء السياسيين المحسوبين على الفيس و من ثمّ يتحقق الشمل الجزائري ثمّ الذهاب إلى بناء جزائر جديدة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى