علجية عيش - كل الأديان السماوية دعت إلى تعدد الزوجات

تعدّد الزّوجات أم تعدّد العشيقات أيهما تختار المرأة المسلمة؟؟

انتشار العنوسة في المجتمع العربي والإسلامي أصبح يشكل خطرا على المجتمع بالدرجة الأولى، ومن بعده المرأة، وهذا بطبيعة الحال ما يؤدي الى فتح باب موجة الانحراف ، وربما آن الأوان لتشكيل جمعية نسوية للمرأة العانس تطالب بتعديل قانون الأسرة خاصة في الجزائر، وإعطاء الحق للرجل الزواج بأخرى دون أي قيد، طالما هو حق نصت عليه الشريعة الإسلامية و هذا من شأنه أن يحفظ كرامة كل من الرجل و المرأة ، و كان أحد الأئمة في الجزائر و هو الإمام بلال.ق من عاصمة الهضاب العليا ( سطيف ) قد تطرق إلى ظاهرة العنوسة في الجزائر عبر تغريدة نشرها في القاضاء الأزرق (الفياسبوك) و ترك العنان للجمهور لإبداء رايه حول هذه الظاهرة، فكان لنا أن نعيد نشر هذه الدراسة القصيرة حول ظاهرة العنوسة في الوطن العربي و ما ترتب عنها من نتائج


1671614779056.png

أخذت المرأة في الأساطير القديمة السومرية البابلية مكانة عظيمة ولعبت دورا أساسيا في حياة الآلهة، بحيث لا توجد أية أوصاف لاحتقار المرأة، أما في عصرنا الحديث فقد أصبحت المرأة قضية في حدّ ذاتها، وشكلت مع الرجل وحدة ذات أوجه متعددة، وأصبح مصيرها متعلق بمصير المجتمع نفسه وبمصير الرجل بالدرجة الأولى، ففي المجتمع الأمريكي ارتبط مفهوم الزواج بمفهوم الثروة و لا يتم الزواج إلا بتوفر هذا الشرط ولا تتحدد قيمة الفرد الاجتماعية، إلا بما يمتلكه من مال، و أصبح الزواج عملية اقتصادية رابحة كانت الضحية الأولى فيها هي المرأة بسبب غياب التكافؤ الاجتماعي الفكري والثقافي، وقد دأب المجتمع العربي المسلم على هذه الطريقة، ولكون همه الوحيد هو المال والجاه أصبح يشترط فيمن تشاركه حياته أن تتوفر على هذه الشروط دون العمل بقول الرسول صلى الله عليه و سلم "فاظفر بذات الدين تربت يداك" ، وقد نشأت عن هذه الأسباب و العوامل ما يسمى بالعنوسة التي أصبحت تهدد كيان المجتمع العربي المسلم، نظرا للنتائج الوخيمة والمظاهر السلبية التي نجمت عنها.. و هذا يستوجب البحث عن الحلول و العلاج الناجع للقضاء على هذه الظاهرة، سؤال طرحنا و هو كالتالي: هل يكمن الحل في تعدد الزوجات أم تعدد العشيقات..؟
تلك هي إشكالية طرحها العديد من الكتاب المهتمين بشأن المرأة و الحياة الزوجية و من بين هؤلاء حاولوا إيجاد الحلول الملائمة، لاسيما تلك التي تتماشى و ديننا الحنيف ، و يتعلق الأمر بتعدد الزوجات بدلا من اللجوء إلى الطرق الغير شرعية ، لاسيما و قد وجد بعض الأزواج الذين يعانون مشاكل زوجية من تعويض هذا النقص أمام تفاقم العنوسة و ذلك باتخاذ الخليلات أو العشيقات، و من بين هؤلاء الدكتور خاشع حقي، حيث أعطى لهاته الإشكالية الكثير من الاهتمام و التركيز مقدما أمثلة حية عن بعض المجتمعات التي لا تنتمي إلى الإسلام و منها الديانة اليهودية و المسيحية في تطبيقها فكرة تعدد الزوجات، في الوقت الذي لم يعمل المسلمين بهذا الحل، و تركوا المرأة المسلمة تغرق في وحل من الرذيلة، إلى جانب غياب الوعي الديني ، و الإيمان لدى المرأة المسلمة ، بحيث ترفض هذه الأخيرة أن تكون لها "ضُرّة" ، فقد ألقى الكاتب خاشع حقي نظرة عامة على المرأة في مختلف المجتمعات متطرقا إلى بعض الشرائع في معالجتها هذه القضية، و من بين الشرائع التي تطرق إليها الكاتب نجد شريعة "مانو" في الهند..

ترى شريعة مانو المرأة على أنها كانت قاصرا طيلة حياتها و لا يحق للمرأة الاستقلال على أبيها أو زوجها بل يجب أن تموت يوم موت زوجها و تحرق معه و هي حيّة على موقد واحد، و كانت المرأة الهندية تتقبل ذلك من باب الطاعة للزوج و الخضوع لأوامره، و في الأنظمة الفارسية يمارس الرجل سلطته المطلقة على المرأة أي "الزوجة" و يتصرف فيها تصرفه بمتاعه و سلعته، و نفس الشيء عند الرومان ، كما تبيح هذه الأنظمة الزواج من الأمهات و الأخوات والعمات و الخالات، أما المجتمع الصيني فالمرأة عندهم فهي مجرد أداة للمتعة و مجال للتسلي..، بعد هذا الاستعراض السريع لوضع المرأة خلال التاريخ و عند الشعوب يتطرق الكاتب إلى مكانة المرأة في الإسلام من خلال الأدلة القاطعة التي أعلنها الإسلام على لسان رسول الله قرآنا و سُنّة، فقد جاء هذا الدين فمنح المرأة إنسانيتها و جعلها مساوية للرجل سواء بسواء، بحيث حارب الإسلام التشاؤم من الأنثى كما كان شأن العرب في الجاهلية، منكرا هذه العادة السيئة اشد إنكار، و أوجب حسن رعايتها و إكرامها، و يقارن الكاتب بين مكانة المرأة في الإسلام و بين مكانتها في الأنظمة الأخرى ، لاسيما النظام اليوناني عندما كان الرجل يبحث لابنته عن زوجا مقابل "منحه ماله" ، و كان الرجال تبعا لذلك يتزوجونهن دون أن ينشدوا فيهن الجمال أو المحبة أو الأخلاق، لأنه ينوي أن يعاشر غيرها من العشيقات بمالها و يترك لها حرية التصرف بجسدها، كذلك مكانة المرأة في الأنظمة الغربية التي تعفي الأب من النفقة عليها إذا بلغت ثمانية عشر عاما، فتسيب دون معيل و ربما دفعها ذلك إلى أن تعيش بِبُضْعِهَا و تبيع شرفها و تهدر كرامتها بأبخس الأثمان..

وهذا ما يحدث الآن في العصر الحديث و حتى في المجتمع المسلم الموحد ، عندما أُهْمِلَ الجانب الديني الذي يضع المرأة منزلة رفيعة من القدر و الاحترام و منحها حرية الاختيار والتصرف والأهلية الكاملة، ويؤكد المؤلف أن الابتعاد عن الدين و عن كتاب الله و سنة رسوله أغرق المجتمع العربي المسلم في مشكلات اجتماعية لا حصر لها أهمها الاغتصاب والعنوسة الذي أدّى ببعض النساء إلى "الزنا" وعندما قال الدين الإسلامي بتعدد الزوجات لم يكن بدعا في تشريعه التعدد ، فقد سبقت إليه الأديان الأخرى ففي اليهودية و المسيحية ذكر الدكتور خاشع حقي ما ورد في العهد القديم وفي التلمود من إباحة لتعدد الزوجات لاسيما في شريعة موسى عليه السلام والدليل على ذلك أن نبيّ الله داود كانت له 99 امرأة ولسليمان (1000) ألف امرأة من الحرائر والسراري..، ثم جاء الإنجيل مكملا للتوراة وفي ذلك قول عيسى عليه السلام: " لا تظنوا أني جئت لأنقص ناموس الأنبياء ما جئت لأنقص بل لأكمل.." و في موضع آخر من إنجيل متّى ( إصحاح بند 1،2،3 ) ، " أحفظوا كلام موسى عن الكتبة الفريسيين و لكن لا تفعلوا ما يفعله يهود هذا الزمان لأنهم يقولون ما لا يفعلون " و هذا دليل على أن شريعة عيسى عليه السلام " لا تُحَرّمُ تعدّدَ الزّوجَات" و لم يرد في المسيحية نص صريح بمنع تعدد الزوجات و إنما ورد فيه على سبيل الموعظة، و قد كان التعدد منتشرا بين المسيحيين إلى عهد قريب أي إلى سنة 1750م...، فقد كان لفليب أوفاهيس و فريديريك وليام الثاني البروسي زوجتان بموافقة القساوسة اللوثريين، فالتعاليم المسيحية لم تكن تتضمن تحريم تعدد الزوجات بدليل أن السيد المسيح ولد وبشر بتعاليم في بيئة يهودية كانت في ذلك الوقت تؤمن بتعدد الزوجات و تمارسه أي تطبقه قولا و عملا.

الحكومة الألمانية تتبنى نظام تعدد الزوجات في الإسلام

وقد ناضلت بعض الفرق المسيحية بشدة من أجل تقرير تعدد الزوجات و مارسته كذلك و من هذه الفرق " الأنابيتسيت" Anabaptistes في ألمانيا في منتصف القرن السادس عشر ، حيث كانوا يبشرون بتعدد الزوجات علانية و يقولون: إن المسيحي الحقيقي يجب أن يكون له زوجات متعددة، و منها كذلك (المورمون) Mormon في الولايات المتحدة الأمريكية في أوائل القرن التاسع عشر حيث كانوا يمارسون تعدد الزوجات ، منهم حسب ما ذكره مؤلف الكتاب الدكتور خاشع حقي شارلمان فيليب، فريديريك، فقد كان لكل منهما زوجتان..، و من أجل الحصول على ابن فإن مسيحيين كثيرين أبرموا عقدا زوجيا ثانيا لاستمرار ذكرهم و دوام اسمهم ، و أحيانا تدفع المرأة نفسُها زوجَها إلى ذلك، فقد روي أن امرأة مسيحية أرثوذكسية من "مادبا" قالت لزوجها يوم وفاة ابنهما الوحيد وأثناء مراسيم الجنازة: "اتخذ زوجة ثانية لتلد لك أولادا فأنا عجوز"، ففي عام 1949 طالب أهالي (بون) عاصمة ألمانيا من السلطات المختصة أن ينص الدستور الأماني على إباحة تعدد الزوجات نتيجة لزيادة عدد النساء في ألمانيا الاتحادية، و قد بعثت الحكومة الألمانية في بداية 1960 إلى مشيخة الأزهر تطلب منها نظام تعدد الزوجات في الإسلام من أجل الاستفادة منه حلا لمشكلة العنوسة و زيادة عدد النساء..، هذا و قد اعترفت المسيحية المعاصرة بالتعدد في إفريقيا السوداء هذه الحقيقة ذكرها "نورجيه" مؤلف كتاب النصرانية في أواسط أفريقيا،

ماذا عن واقع المجتمع العربي المسلم؟؟
نعم وجب التركيز عن المجتمع العربي المسلم ، نققدم هنا المجتمع الجزائري كعيّنة، فمآسيه تزداد
يوما بعد يوم و تتفاقم عواقبه الوخيمة ساعة بعد أخرى لينذر بالمحق و الدمار و لا يملك المصلحون و الدعاة أية وسيلة لتشجيع المرأة المسلمة على قبولها تعدد الزوجات و ذلك من أجل إنقاذ أختها المسلمة من الضياع و الوقوع في الحرام...، و الذي يثير الدهشة و لا ينقضي منه العجب ما يلحظه المطلع على القانون الجديد للأسرة الجزائرية و ما يحويه من التناقض، فقبل تعديله أعطى قانون الأسرة الجزائري للزوجة الحق في الموافقة إذا ما أراد الزوج الزواج بثانية، و بالتالي يقيد الزوج بأنواع القيود، فيصبح الحل عنده سهلا و هو إقامة العلاقات المحرمة و يصبح الزنا مباحا لا شبهة فيه، و يبقى الخيار المطروح في الأخير لدى المرأة المسلمة ماذا تفضل لزوجها "تعدد الزوجات أم تعدد العشيقات...؟؟" ، كانت هناك نقاشات عديدة حول هذه القضية، دارت بين باحثين من جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامسة بالجزائر ، و منهم الدكتورة وافق مختصة في تفسير القرآن وأستاذة بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية إلى واقع الدول الغربية التي كانت يوما من دعاة حقوق الإنسان اليوم، وكيف فقدت أهم عنصر في الحياة، ألا و هو "المرأة" باعتبارها كائن بشري ضروري في بناء مجتمع سليم خال من كل الشبهات و الانحرافات، وباسم التحرر و مطالبة المرأة بالمساواة مع الرجل طرقت نساء العالم أبواب الدعارة من بابه الواسع، والمتاجرة بأجسادهن من أجل الحصول على الرزق أمام التفاقم الكبير للفقر و البطالة.

ففي الجزائر مثلا تقول أرقام أن نسبة العنوسة ترتفع من سنة لأخرى حيث تراوحت في السنواتالماضية ما بين 09 إلى12 مليون عانسا ، و قذ يكون الرقم قد ارتفع ، مما جعل المرأة تطالب اليوم بحق إنصافها مقابل تخليها عن حقها في المساواة مع الرجل..، الأسباب عديدة ومتعددة في انحراف المرأة عن النهج الطبيعي لها ذكرتها الدكتورة وافق و هي توجه اللوم إلى الإسلاميين ، واعتبرتهم أنهم الذين ظلموا المرأة وأساءوا إليها ولم يطبقوا ما جاء بها القرآن، بدليل أنه لا توجد رموز نسائية إسلامية، و لا توجد قيادة نسوية أو مرجعية نسوية إسلامية ، و هذا نتيجة التعصب في الدين و عدم تطبيق ما جاء به الإسلام في الشؤون التي تتعلق بالمرأة ومعاملتها، وتروي الدكتورة صونية وافق قصتها مع الإسلاميين عندما اسْتُدْعِيَت لإلقاء محاضرة في الملتقى الدولي حول القرآن الكريم نظم بمسجد الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، تقول أنها مُنِعَتْ من دخول المسجد بحجة أن صوتها "عورة " ، رغم أن جل طلبتها بالجامعة كانوا رجال وقد اعتادوا على سماع محاضراتها بشكل عاد و طالما دخلت معهم في نقاشات و حاورتهم في مختلف القضايا الشرعية.
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى