د. عبدالله جعفر محمد صديق - عُمْرِي وَموجُ الْبَحْر

عُمْرِي وَهَذَا الْبَحْرُ مَمْدُودٌ مِنَ الْمِيلَاَدِ،

لَا شَطَّا وَصَلْتُ وَلَا اسْتَرَحت،

مِنْ إرتطام الْمَاءَ بِالْجَسَدِ المُدد،

فَوْقَ سَارِّيَّتَيْنِ مِنْ ريحٍ وَمَاءْ

هُنَا تَتَمَاثَلُ الْأَرْكَانُ،

لَا أَحْتَاجُ بَوْصَلَةً لِأَمْضِي نَحْوَ خَاتِمَتِي،

وَهَذَا الْبَحْرُ عَدْلٌ لَا يُفَرِّقُ،

بَيْنَ زَاوِيَةِ اِنْحِدَارِ الْغَارِقِينَ،

أَوْ إعتدال الْوَاقِفِينَ عَلَى صِرَاطِ الإستواءْ

مَلَّتْ مَنَارَاتي دُوَارَ الْبَحْرِ،

وَاِنْكَسَرَتْ مَجَادِيفُ السَّفِينِ،

وَخَلَّفَتْنِي الرّيحُ،

أَشَرَعَة مُمَزقَة وَأحْلَاَم هَبَاءْ

فصرخت يَا بَحَرَ اِحْتَوِينِي،

ثُمَّ عَلِمَنِي التَّنَفُّسَ في إلتقاء الموت بالماء

وَعَمَّدَنِي وليّاً عِنْدَ بَابِكَ،

حِينَ يُدْرِكُنِي الْفَنَاءْ

وَأَنَا الْغَرِيقُ أُسَلِّمُ الْأَمْوَاجَ أَمَرِي،

ثُمَّ أَمْضِي كَيْفَ ماتمضي جُيوشُ الْمَاء،

نَحْوَ السَّطْحِ أَوْ لِلْقَاعِ،

إِنْ حَانَتْ مَوَاعِيدُ التَّضَرُّعِ بِالدُّعَاءْ

لَا بَطْنُ حُوتٍ يَحْتَوِي جَسَدِي،

وَلَا فِي الشَّطِّ يَقْطِينٌ،

يُدَارِي مَا تبقًى مِنْ لُهَاثِيِّ،

حِينَ تَجْرُفُنِي الْمِيَاهُ إِلَى حُدودِ الإنتهاءْ

وَأَنَا الطَّرِيدَةُ،

كُلَّمَا آنستُ نَارَا لَمْ أَجَد قَبَسًا،

يُضِيءُ مَسَافَةَ التَّرْحَالِ،

مَا بَيْنَ التَّرَجَّلِ مِنْ بُخَارِ الْمَاءِ،

أو حين َالتَّكَثَّف فِي اِنْحِدَارِي للْبُكَاءْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى