علجية عيش - خطابنا و خطابهم

أحيانا تنتابنا لحظات إحباط و يأس مما نراه في حياتنا اليومية، و تصرفات الآخر معنا، قد يكون ما نشعر به حقيقة ، أو يكون مجرد وهم، فما أشعر به الآن هو أنني فشلت في التكيف مع هذا المجتمع، و أنني أختلف عن البقية ، و لا أظن أني سأجد من يفهمني..، أو يكون بيننا قاسما مشتركا فكرا و تصورا للأشياء التي تحيط بنا، و كيف نتعامل مع الآخر..، ما قرأته عن المثالية التي تكلم عنها غاندي، و أفلاطون، و سيد قطب أو مالك بن نبي، تراءت لي أنها كانت وهمٌ، في مجتمع مادي..أناني، يستغل طيبة الآخرين و يعتبرهم سذجا..مجتمع تأثر بفلسفات هوبز، و نيتشه، و ميكيافيل..، مجتمع فتح مدرسة للكذب و الإستغلال و الإنتهازية، و جعل من الوصولية معيارا في حياته اليومية.

و يكفي أن نقارن بين الخطاب الديني ( الإسلامي و المسيحي) فالمبشرون يحببون أكثر مما ينفرون، فتجدهم يتحدثون عن المحبة و الإنسانية، و نقرا لهم عبارات : "الرب يحبك".. الرب خلقك لكي تحيا، الرب يطهرك من الذنوب و يرفع عنك الخطيئة، و غيرها من العبارات التي تجعلك أسير كلماتهم، رغم أن ديننا أحسن من دينهم، لكن دعاتنا سامحهم الله فهم يزرعون الرعب في الإنسان المسلم و غير المسلم، فيخيل إليه أن الإسلام دين عنف و أن الله غير رحيم و لا يحب عباده، و أن عقابا عسيرا ينتظره، فيزداد تطرفا و بعدا عن الدين..

دعاتنا قادرون على مخاطبة المسلم و الغير مسلم بروح ملؤها المحبة و الأخوة، يقبلون عليه بنفس صافية، و لا ينظرون إلى المخطئ نظرة ازدراء..، وسط هذه التأملات أجدني اتساءل ونفسي: لماذا أنا أختلف عن الآخرين؟، هل العيب فيَّ أم في المجتمع؟، أم أن الأفكار التي تبنيتها لا تتماشى مع هذا المجتمع، و تجدني انتقل من سؤال إلى آخر ماذا يريد المجتمع؟ ..سؤال محير طبعا، و الأيام وحدها تجيب عنه..، قد يقول من يقرأ كلماتي هذه أنني ارسم صورة للجحود، و لكني أقول باختصار: " أيها الآخر النور بين يديك و لكنك لا تراه"
علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى