مصطفى معروفي - خفايا

سوف يأتي الذي يشرق الطين
في دمه
ويمد المتاه القريب بوردته
يطلق الطير خلف المدينة
يصعد للماء
ليحنيَ دائرةً للظمأْ
في صباح كريمٍ
وقد فرح النخلُ وفْقَ تقاليده
بالبياض المنيفِ
رأيت الرياح على حجر يتدفق بالاشتعالِ
تحذّر صقراً من السلّم المرتمي
ببساط الرمالِ
ومن قفصٍ يتحدر من معدن صاخب
يجلس القرفصاء قبالةَ داليةٍ
وهْوَ يقرأ سِفْرَ الخلاء الرطيبِ
على مقبرةْ...
بين نهرٍ يسيرُ وبين سماء تنامُ
هناك أنا
والمجرة ذات البهاء العليِّ
وقبرةٌ من مساء مَخيضٍ
ولي أرقٌ
قد نويت أعلِّقه في جداري الحبيبِ
نويت كذلك أغري النوارسَ بالانتماء
إلى صخرة الريح
كي في يدي يطلع الغيم دون مواربةٍ
ثم تزهو الطيور
ويرتعش الموج في معطفي
مثل طينٍ تبرَّجَ
ثم ارتقى ذروة الماءِ...
قبل قليلٍ
أضاءت يدايَ
فهبَّ الخريفُ إليَّ
يذرّي الظلالَ على رأس تلٍّ سمينٍ
ويخبرني بخفاياهُ وهْيَ التي
لا أطيق طراوتَها.
ــــــــــــ
مسك الختام:
تحدِّثُـــنــا بالأمـــــرِ تجهـلــــه فهلْ
بدا لكَ يوما فاقـــد الشيء يعطيهِ؟
دع الشعر إن الشعر صعبٌ مِــراسُهُ
وحدِّثْ ـ هداك اللهُ ـ بالشيء تَدْريهِ



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى