محمد عبد الحافظ ناصف - عصفور..

أعشق فيك براءة هذا الوجه الصافي العينين السوداويين الماء الرائق انتظار القادم‏.‏
ترتفع دقات الدفوف علي سلم الشقة والبنات الصغيرات يحملن طرحتها ويشتقن لليوم الموعود تتسرب آهاتهن الملتاعة احداهن تقرصها في ركبتها أشعر بدفء العالم من دفء يدها الصغيرة يتراقص الأمل في أعين المنتظرات تشد إحداهن ضفيرتها في نشوة وتنتشي كقطعة يافعة أحول بصري في اتجاه آخر أذكر أبيات شاعري المفضل وكم صارعته‏1‏
أنا لا أحب مرتين‏..‏ بل أحبك مرتين
نصل لباب الشقة والعيون تتساءل والقلوب ترتجف وأقدامي تضطرب ترتفع دقات الدفوف عاليا صوت زقزقة العصافير يستقبلنا يحتوينا يغلقون وراءنا ترتمي علي صدري أشد وثاقها أشعر بأمي‏,‏ كل شيء أبيض في هذا اليوم أتحرر من ملابسي المحكمة علي أشعر براحة الإنسان الأول تدير رأسها أمسح شيئا من عينيها السوداويين فتكون كالدر أحاول فتحاول‏..‏ أحبها أكثر أحاول ثانية وتحاول يزداد حبي لا شيء من احمرار العالم يغرق اللون الأبيض الجالسون علي عتبات الباب لهن آهات مكنونة تذكرني بقنابل الغاز في الخليج تزداد الدفوف تعلو زقزقت العصافير عاليا تحاول هي مرة ثالثة دفؤها يسري في برودة المكان تضع حدا لتقدمي أكثر من ذلك للعصافير لون يشد القلب ناحيته ألقيت نظرة عليها استراحت علي السرير تمددت متعبة انقطعت أغنيتها التي كانت تدندنها فأدندن معها تقدمت ناحية قفص العصافير مددت يدي عصفورة نفرت يدي سحبتها مددتها ثانية التفوا حولها أخذت بعض الحب رميت لهم داخل القفص اختلط النظام‏.‏
أخذت عصفورة في يدي نظرت إليها عيناها نفس العينين السوداويين للعصفورة استكانت في يدي نظرت إلي الماء الرائق حلم البنات الصغيرات نهضت فجأة علي منضدة صغيرة سكين كان حادا وجميلا خفت علي يديها اختلط السواد زقزقت العصفورة بمفردها مسحت ريشها بحنان استكانت أكثر شدت أجنحتها علت دقات الدفوف ارتفع نفير الحرب لم تزقزق العصافير ارتفع صوت الشاعر داخلي‏:‏
أنا لا أحب مرتين‏..‏ أنا لا أحبك مرتين
للعصفورة نظرة شاردة استحال العالم إلي احمرار ينتظره الجالسون خارج الشقة انطلقت زغازيد تحولت في إلي صراخ لطخت صفحتي بدم العصفورة مازالت رقبتها ترتجف ألقت نظرة أخيرة راحت بعيدا ضمتني هي إليها برودة الشمال تعصف بي يصرخ شاعري‏:‏
أنا لا أحبك مرتين مرتين مرتين‏...‏
ارتفع صوتي مصرا‏:‏
بل أحبك مرتين مرتين مرتين ثلاثا ثلاثا‏.‏

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى