ديوان الغائبين ديوان الغائبين : عبدالمنعم فارس - مصر - 1903 - 1940

عبدالمنعم حسن محمد فارس.
ولد في قرية بني عدي (مركز منفلوط - أسيوط) وتوفي في مدينة أسيوط.
قضى حياته في مصر.
حفظ القرآن الكريم في صباه، ثم قصد القاهرة والتحق بالأزهر ونال شهادة العالمية.
عمل بالمدارس الأهلية بعد تخرجه لمدة عامين، ثم عين معلمًا للأدب بمعهد أسيوط الديني (1928) وظل في وظيفته حتى وفاته.
شارك في العديد من الأنشطة الثقافية من خلال الجمعيات والمؤسسات الثقافية، كما شارك في المناسبات الاجتماعية والدينية حيث كان شاعرًا وخطيبًا مرموقًا في
محافظته.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان بعنوان: «صوت من الخلود» - رابطة الأدب الحديث - القاهرة 1995 ( أعد الديوان وحققه ولد المترجم له: الشاعر الفارس).
شاعر ينظم في المناسبات، وانعكس هذا في شعره فجاء متعدد الموضوعات، مواكبًا لمتغيرات عصره ومشكلاته، وكثير من شعره جاء في مناسبات اجتماعية ووطنية
ودينية كقصائده في ذكرى الهجرة النبوية، وهي مطولات تتبع فيها سيرة الرسول تزخر بالنفحات الروحية والحس الصوفي، وتمتدح الصحابة الأجلاء رضوان الله عليهم، وتعرج على نقد حال الأمة من ضعف وهوان. في شعره نزعة خطابية وعظية وأخلاقية، ولغته بعيدة عن التكلف.

مصادر الدراسة:
- مقدمة كتبها محمد علي محمد المصري: في صدر ديوان المترجم له.



من قصيدة: في ذكرى الهجرة

أدِرْ ذكرى الأحـبّة لـي مدامـــــــــــــا
وخلِّ صحـائفَ الـتـاريـخ جـامــــــــــــا
وذقْ مـن طِيب سـيرتهـم رحـيــــــــــــقًا
طهـورًا يُكـسب الطهـر الغمـامـــــــــــا
وفـي تلك الصـفـات وقـد تســـــــــــامت
لنـا نقـلٌ فبُشـرى للندامـــــــــــــــى
هلالَ العـام روِّحْنـــــــــــــــــا وحدِّثْ
حديثًا بـزَّ أرواح الخزامــــــــــــــــى
وحدِّثْ عـن رســـــــــــــــــول الله صلى
عـلـيـه الله أوفـاه سلامــــــــــــــا
نـبـيٌّ صـاغه مـولاه رُحْمــــــــــــــــى
تخـيَّرَ مـن أرومته كرامـــــــــــــــــا
زكَتْ أعـراقه وسمت أصــــــــــــــــــولٌ
تعـالـت أن تُشـابَه أو تُسـامــــــــــــى
وتـمَّم نـوره بـدرًا تـمـامــــــــــــــا
براه الله للأخلاق ركـــــــــــــــــنًا
فأحسنَ فـي صـيـانـتهـا القـيـامــــــــا
دعــــــــــــــــــا لله والخَلْقُ اختلا
فبـدَّلَ مـن تطـاحنهـم وئامــــــــــــــا
رأى عـود الـبرية ذا اعـوجــــــــــــاجٍ
فقـوَّم عـودهـا حتى استقـامـــــــــــــا
وأشـرق والخلـيـقةُ فــــــــــــــي ظلامٍ
فبـدَّد دُجْنهـا ومحـا الظلامـــــــــــــا
وكـان النـاس فـي عَمَهٍ وغـــــــــــــــيٍّ
وكـانـوا فـي جهـالـتهـم سـوامـــــــــا
فعـلَّمهـم وكـان بـهـم رحـيــــــــــــمًا
وأرشدهـم وكـان لهـم قَوامــــــــــــــا
ولاقى فـي سبـيل الله حــــــــــــــربًا
ضروسًا أَنْسَتِ الشـيـخ الغلامـــــــــــــا
يؤجّجهـا عُداةُ الـحق نــــــــــــــــارًا
فلـم يرهـب لـمـوقـدهـا ضِرامـــــــــــا
طغامٌ أنغضـوا للـديـــــــــــــــن رأسًا
وقـد نفثـوا لـداعـيـه سمـامـــــــــــا
ولـم يُفزعْه أن وقفـــــــــــــــوا طغاةً
تُريـه سـيـوفُهـم مـوتًا زؤامــــــــــــا
أرادوا غـيَّهــــــــــــــــم وأراد رشدًا
وسـامـوا قـومهـم مـرعًى وِخـامــــــــــا
وآذوا مـن أجـاب له دعــــــــــــــــاءً
ولـم يـدعـوا عـلى الضعف احتـرامـــــــا
فـمـا لان النـبـيُّ ومـا تـــــــــــوانى
ومـا ارتعـدت فرائصه خِيـامـــــــــــــا
تلاشى صـبرهـم ونأى حِجـاهــــــــــــــم
فراشـوا قصدَ مَهْلكِه السهـامـــــــــــــا
وحـاروا بـيـن تشـريـدٍ وحـــــــــــــبسٍ
وقتلٍ، ضلّ مـن بـالشـرّ هـامـــــــــــــا
وفـاض إنـاؤهـم غـيظًا وبـــــــــــــغضًا
ونـارُ الشـرّ تضطرم اضطرامــــــــــــــا
وقـد رصدوا له الفتـيــــــــــــان شُوسًا
قسـاورةً إذا شهدوا اصطدامــــــــــــــا
وعـيـنُ الله نــــــــــــــــاظرةٌ فأوحى
إلـيـه أن يـخلِّيـهـم فقـامـــــــــــــا
وغادرهـم وكـان بـهـم ضنـيــــــــــــنًا
وخلاّهـم يُجـيرون الـمـنـامـــــــــــــا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى