فخري أبوالسعود 1910 - 1940م

فخري أبوالسعود
( 1328 - 1359 هـ)( 1910 - 1940 م)
فخري أبوالسعود.
ولد في مدينة بنها (عاصمة محافظة القليوبية)، وتوفي في مدينة الإسكندرية.
عاش في مصر وإنجلترا.
تلقى تعليمه من الابتدائي وحتى الثانوي في مدارس القاهرة، ثم التحق بمدرسة المعلمين العليا وتخرج فيها (191)، ثم اجتاز اختبارًا أجرته وزارة المعارف لاختيار أفضل العناصر لتدريس اللغة الإنجليزية، أوفد بعدها في بعثة دراسية لإنجلترا (1932 - 1934).
تزوج من إنجليزية، أنجبت له ابنًا وعاشت معه مدة في مصر قبل أن تعود في زيارة إلى بلادها (1939)، حيث احتجزتها ظروف الحرب العالمية هناك فانقطعت أخبارها وغرق ولده في إحدى السفن، فانهارت أعصابه، وأقدم على الانتحار وهو في نحو الثلاثين من عمره.
عمل بالصحافة والترجمة، كما عمل بالتدريس في القاهرة والإسكندرية (بالمرحلة الثانوية).
الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في مجلة «الرسالة» القاهرية، وجمعت في كتاب: «فخري أبوالسعود حياته وشعره».
الأعمال الأخرى:
- له عدد من الدراسات الرائدة في الأدب المقارن نشرت مسلسلة في مجلة «الرسالة»، وجمعت في كتاب: «في الأدب المقارن ومقالات أخرى»، و«الثورة العرابية، تاريخها ورجالها»، وترجم عن الإنجليزية رواية: «تس، سليلة دربرفيل» لتوماس هاردي، وله عدد من المؤلفات المخطوطة، منها: «محمود سامي البارودي»، و« التربية والتعليم»، و«الخلافة الإسلامية».
يحافظ في شعره على تقاليد القصيدة العربية، نظم (295) بيتًا موزعة على خمس عشرة قصيدة اعتمدت عدة أوزان، استأثر بحر الطويل بالنصيب الأكبر منها (8 قصائد) في مقابل (3 قصائد من بحر الوافر، والقصائد الباقية تتبع كل منها واحدًا من بحور: الكامل،، والخفيف، والمتقارب، تنوعت أغراضها للتعبير عن نزعته الوطنية كما في قصائده: «يوم التل»، «بني مصر»، والانشغال بالطبيعة، وتصوير بعض مظاهر الهم الإنساني. حرص في معظمها على الاستهلال بالتصريع محسنًا بديعيًا، وغلبة الأسلوب الخبري على الإنشائي، تميزت بدقة لغتها وقوة أسلوبها، وقدرتها على رسم الصور الكلية، يلاحظ أن أكثر ما نظم من الشعر أرسل به من إنجلترا إبان بعثته، من ثم كانت صور الطبيعية في إنجلترا هي الغالبة. كتب القصيدة النفسية (القناع) عن جندي بريطاني يعيش على ذكريات مجده القديم، واستجلى نفسية عطيل في لحظة من ثورات نفسه كما تراءت له عبر مسرحية شكسبير، كما اهتم بإثارة الهمة بين بني وطنه لبناء وطن ناهض.
منحته وزارة المعارف جائزتين عن كتابيه: محمود سامي البارودي، والخلافة الإسلامية في حفل أقيم بدار الأوبرا المصرية (1939)، وأعلنت عن طبع الكتابين ولكن هذا لم يتحقق.
مصادر الدراسة:
1 - جيهان عرفة: في الأدب المقارن ومقالات أخرى - (تقديم: د. محمود علي مكي) - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1997.
2 - خيرالدين الزركلي: الأعلام - دار العلم للملايين - بيروت 1990.
3 - عبدالعليم القباني: فخري أبوالسعود (1910 - 1940) حياته وشعره مع ملامح من عصره وإشارات إلى آثاره النثرية - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1973.
4 - علي شلش (جمع وتحقيق): ديوان فخري أبوالسعود - الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة 1985.
5 - محمد عبدالغني حسن: أعلام من الشرق والغرب - دار الفكر العربي - القاهرة 1950.
6 - الدوريات:
- أحمد فتحي مرسي: مجلة الرسالة - العدد 383 - 4 من نوفمبر 1940.
- أعداد متفرقة من مجلة الرسالة - أواخر الأربعينيات من القرن



مَن غازَلَ الرَوض حَتّى اِفتر جذلانا

وَكانَ مُنقَبِضاً بِالأَمس غَضبانا

وَنَضر الزَرع فَاخضرت لَفائفه

وَاِنبَثَ في الأَرض آكاما وَوديانا

وَأَخرَج الزَهر مِن أَقصى مَنابته

فَرصع العُشب أَشكالاً وَأَلوانا

وَصاحَ بِالريح حَتّى قر ثائرها

إِلّا نَسيماً بِعُرف الزَهر مَلآنا

وَكَفكف الغَيث فَاِنجابَت عَوارضه

وَكانَ لا يَأتلي هَطلا وَتَهتانا

وَقشع السحب عَن أُفق السَما فَبَدا

طَلقا وَأَطلَع وَجه الشَمس ضَحيانا

ورد غائل بَرد كادَ يَهلكنا

عات وَأَرسَل دفئاً مِنهُ أَحيانا

أَهذِهِ الأَرض ما زالَت كَما عَهدت

أَم بدلتها جُنود مِن سُلَيمانا

قَد ظَلَ مُلتَحفاً بِالدجن محتجباً

حسن الطَبيعة طُول العام وَسنانا

حَتّى اِنجَلى فَبَدا مِن طُول لَهفتنا

إِلَيهِ آخذ بِالأَلباب عَريانا

وَلِلطَبيعة حَسن حَينما سَفرت

في الشَرق وَالغَرب ساب أَينَما بانا

لَيسَت أَقَل بِأَرض الثَلج فَتنته

مِنها بِواد يَغذى النَخل وَالبانا

وَدَدَت لَما تَمشى في الجَزيرة لَو

يَتاح لي في حِماها الخُلد أَزمانا

عَلِّى أَعبُّ مَليا مِن مناهله

وَيَغتذى القَلب مِن رُباه رَيانا

ذَرعتها مِن جُنوب الأَرض مُبتَغياً

شَمالَها ممعناً في السَير إِمعاناً

وَالشَمس تَرمى شَواظا مِن أَشعتها

آنا وَيَفتَر عنى وَقدَها آنا

مقلقل الشَخص تَعلو بِي غَواربها

حينا وَتَهبط بي الأَغوار أَحيانا

تَبدو عَلى الأُفق الآطام مائِلة

خَلف المَزارع أَسراباً وَأَحدانا

وَقَد عَلَت بَينَها الأَبراج راسية

طَوَت بِموضعها دَهراً وَحدثانا

إِذا هَبطت قُراها أَو مَدائنها

رَأَيت خَيراً وَإِثراء وَعُمرانا

ماجَت بِمَن رَكِبوا فيها وَمَن دَجوا

كَالنمل تَعمر أَلواذا وَكُثبانا

وَإِن أَوبت لِأَحضان الطَبيعة لَم

أُلاق أَحنى عَلى الأَبناء أَحضانا

أَهدَت إِلى وفودا مِن نَسائمها

تَتَرى وَظلا مِن الأَغصان فَينانا









eye.png
like.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى