رسائل الأدباء رسالة من الإذاعي الأستاذ علي خليل إلى ثروت أباظة

أخي الحسيب النسيب الكاتب العظيم الروائي المصلح السيد الشريف ثروت أباظة.
إنك يا أخي والله لمن نعم العلي الوهاب العظمي علي الكنانة وعلي الانسانية جميعا..
وطبيعي أن تتعلق بالمثل, لأنك مثل أعلي للانسانية السوية الحقة.. هذا السمو لأنك من نسل خير خلق الله أجمعين محمد بن عبدالله النبي الأمي الصادق الأمين صلي الله عليه وسلم واختار العلي الوهاب لك طريق الخير فهيأ لك الوالدين الصالحين السويين الكريمين اللذين ربياك علي طريق كتاب الله وسنة رسوله.
فلا عجب إذن أن أسلوبك الفريد مزين مجمل دائما بأعظم الكلم, كلام العلي الوهاب, تستعين به في دعوتك الخالصة, مستمدا عباراتك العليا النبيلة من كتاب الله الكريم وحديث رسوله الأعظم المبين وسنته الشريفة وطريقته المثلي.
بدأت اقرأ لك وأنت بعد طالب بكلية الحقوق في جامعة القاهرة, وأشعر عن يقين, بعد ما يزيد علي أربعة عقود من الزمان, إنك نشأت كاتبا وروائيا عملاقا, أتأثر بما تكتب اليوم, وقد جاوزت أنا الثمانين, نفس تأثري بك حين بدأت أنت من نصف قرن, اقتنع بما تقول لأنك صادق مع ربك خاشع له وحده لا شريك له, لا تخشي في الحق إلا وجهه تبارك وتعالي, ولا تتبع إلا سنة جدك الأعظم الاعلي رسولنا الكريم, وبعمق إيمانك ورسوخه الخالص السوي الصافي النقي, لا تحيد عن الهدي ابدا, لأنه يجري في عروقك, فإذا بك في كل ما تكتب تدعو إلي الخير والنهي عن المنكر, تدعو إلي مكارم الأخلاق, وتخاطب أبناء آدم وحواء بأنهم بشر, سواسية كأسنان المشط, لا خير لعربي علي أعجمي إلا بالتقوي.. وبذلك تدعو إلي أبرز وأعظم وأسمي وأنبل ما دعت إليه الأديان جميعا, وأكدها الدين الحنيف تأكيدا خاصا, وألزم بها أتباعه إلزاما خالصا مؤكدا, ألا وهي الحقوق الأساسية للإنسان, دون تفرقة بسبب الجنس( رجل أو امرأة) أو العرق أو الأصل أو لون البشرة أو العقيدة الدينية أو المذهب السياسي.. لم تختلف في هذا إلا مع الكفرة الشيوعيين الذي دحرهم العلي الجبار, لأنهم كفرة لايؤمنون بكتبه ورسله ولا باليوم الآخر فسقطوا.. دولة عظمي كانت تخشاها الشعوب والأمم القاصية والدانية, تفككت إلي دويلات متفرقة تنعي ماضيها, ولا تطمئن إلي حاضرها ولا مستقبلها..
وشننت حربا شعواء علي الذين سموا أنفسهم مسلمين, فلما انحرفوا عن الدين الحنيف, ولجأوا إلي ألوان من الارهاب والقتل والغدر والخيانة.. سميتهم بحق الإخوان المجرمين..
وإنك لتحارب الناصريين بالحجة والبيان حتي لا تعود علينا مظالم عهدهم الأسود.
وأنت في محاربتك لهذه الجماعات الثلاث, إنما تجاهد من أجل وجه الله وحق عباده الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا بأمره وإذنه ومشيئته تعالت قدرته.. وإذ تجاهد هؤلاء, تري الأمة فيك شجاعة نادرة, أشهد بأني لم أسمع بمثيلها في القرن العشرين كله وإلي اليوم, حين ينصحك اصدقاؤك بأن بين هؤلاء جميعا مجرمين قد يعتدون عليك أنت أو علي آل بيتك الكرام, ترد عمري بيد ربي وسأنتقل إلي جواره الكريم حين يحين حيني وقد وعدنا سبحانه ومن أصدق منه وعدا إذ قال فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.. تحمل رسالتك النبيلة كتبك ورواياتك التي اختيرت إحداها وأنت بعد في شرخ الشباب, لتكون جزءا من مقررات المدارس..
وإذ تحتفظ بك الأمة والدولة في مكانك العالي بالمجلس التشريعي الموقر نائبا لرئيس مجلس الشوري فإنما تبتهج بهذا التقدير العالي الأمة كلها فمن موقعك العالي الشريف بنبلك وخبراتك ونزاهتك العليا وبقدراتك إنما تضئ نورا أبلج ناصعا يهتدي به التشريع الكريم الصحيح.
لو استرسلت لما انتهيت, فأقف عند هذا, داعيا الله أن أتمكن يوما من وضع كتاب عن أخي ثروت أباظة..
سر علي بركة الله يحدوك ما وهبك الله من عظيم الخلال وكريم الصفات واستقامة الروح والشعور والتفكير والعمل والقصد..
آمين آمين آمين..
أخوك : علي خليل

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى