يعقوب المحرقي - وردتان وقرون معوجة كالخناجر

الأرقام كالناس، إذا عذبناها بما يكفي.
بمستطاعنا جعلها تقول الترهات .
(كاتب مجهول)
وردتان تواصل مع القهما
في سعير يلهب الفؤاد ،
وقارس برد يصعق الروح
هاتان الاختان جاءتا بقطرات
من بوح المحبة
ونعناع الوقت لراحة قلبك
ترفق بهما في غفوتك واحلامك ،
وعند خطوتك الأولى على سلم النهار
الدرجة الأولى وانت صاعد الى مشاغلك
لا تسهى عن نسيم تبعثانه تحية لصباح
يطل على الكون بذهبي السماء. .
على الدرجة الثانية لاتبدل مواضع رجليك.
صوب عينيك كرصاصة ذاهبة إلى حتفها ،
تابع رسم خرائط شوقك على ايقاعات انفاسك ،
تجذر في طين رؤيتها ،
واقطف ناضج فاكتها ،
واحذر ذئابا منذورة للقتل
من الفتك بريحان اعناقها .
على ثالث الدرجات قد يأتيك ربك بكبش
لتجعل من دمه لونا يضرج مشهدا
في مخيال وقتك ، فاعصه
لان اللون القاني يخيف اطفال نومك فتهرب احلامك إلى آفاق لا تعود منها .
وصلت الآن إلى زمن
لاتعود العقارب للخلف فيه
ولا تستدير الشمس في غيه،
فاخفض جناحك للنور وانتظر رؤية القمر السرمدي ، علقه لك الوسن الليلي لنهار الشقاء وظلام الكناية .
خذ ورقا من ندى المحبرة ،
خذ قصب النار الى الهاوية ،
وانتظر لحظة الكارثة
حتى ترى السائرين إلى اسرة القول
في فوضى تعم وعاصف يهم .
تأكد من جهة الانفلات على الرابعة ،
فلها طقوس تترك صدى الحنين
في اسراب منامات تتتاالى
وتنثال كثورة بركان خمد دهرا ،
فاستفاق ثم ذهب ثانية في الكرى الأبدي ،
فاجانا
حين وضعت قدمك على طرف الدرجة الرابعة ،
انقض البركان منتفضا ، فتطايرت الشظايا،
وانفتح فم الشيطان على غزالة الوقت ،
لم يذر من مائدة النجوم غير ما تفحم
وتكسر على ذرى الرمل ومنحدرات الكوابيس
التي تنامت على جانبي الطريق.
توقف هنا ، لأن حساسية الأرقام ستنقص من عمرك وتاكل ذؤابات جسدك المترهل على خارطة الكون ،
سترى في افقك كراسات دموعك ،
شغف عينيك يرسم الكآبة
على غلالة النهار ووشم اذرع الليل باجنحة الملائكة المغادرين إلى صباحات ايام لا عودة من سمائها ،
احفظ رمزية الرقم ،
وابحث عن توليفة السعادة وحنطة الفرح
وبيض المحبة لتقطف من غبار النوم
احلاما تليق بعرسك المؤجل الى فصول
ربما لن ترى منها على رابع الدرجات
غير جزء من مشهد السماء وهي ترقص
في تقديم القرابين ورمي الاضاحي
تحت قدمي اله يضحك لقاني الدم
وحين يرى السكين تلمع بنجيع الوقت
يبتهج ويراقص الشياطين
بقرون الثيران المعوجة كالخناجر .


يعقوب المحرقي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى