عبد الباسط الصوفي

ولد عبدالباسط بن محمد أبي الخير الصوفي في مدينة حمص (وسط غربي - سورية)، وتوفي في مدينة كوناكري (عاصمة غينيا).
أنهى مراحل تعليمه قبل الجامعي في مدينة حمص عام 1950، ثم التحق (عام 1952) بالمعهد العالي للمعلمين بدمشق، وتخرج فيه من قسم الآداب (1956).
عمل مدرسًا للغة العربية في مدارس مدينة حمص المتوسطة والثانوية، وفي مدينة دير الزور، ثم بعثته وزارة التربية (السورية) إلى غينيا لتدريس اللغة العربية، وهناك أصيب بانهيار عصبي أدى به إلى الانتحار.
أعيد جثمانه إلى مدينة حمص ودفن بها بعد شهرين من وفاته.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان: «أبيات ريفية» - منشورات دار الآداب - بيروت 1961، (الديوان الفائز بجائزة دار الآداب في الشعر)، و«آثار عبدالباسط الصوفي الشعرية والنثرية» - مديرية التأليف والترجمة - وزارة الثقافة والإرشاد القومي - دمشق 1968، ونشرت له الصحف عددًا من القصائد: ليالي الحب: مجلة النواعير - حماة - العدد 34 - أكتوبر 1947. - مدينة العَزَب - مجلة الثقافة - دمشق، نوفمبر 1958. - سبوتنيك - مجلة الآداب - بيروت - سبتمبر 1959. - مأدبة للقمر - مجلة الآداب - بيروت
- نوفمبر 1959. - فنجان قهوة - مجلة الآداب - بيروت - ديسمبر 1959.

الأعمال الأخرى:
- تضمن كتاب: «آثار عبدالباسط الصوفي الشعرية والنثرية»، عددًا من القصص القصيرة - وجزءًا من رواية لم يتمها، وعددًا من المقالات النقدية، وعدة رسائل وجهها إلى صديقة له، ورسالة واحدة إلى أستاذه سامي الدروبي.
تدور أقوال نقاده حول ذات متوحدة بشعره، وربما قارئة لمصيره، ففي شعره تكثر الوحشة والجراح والأحلام وأمواج النور وظلال الفجر في مواكب الربيع، ثم
الذهول والخيبة والظمأ والبحث عن النفس والانطواء والحنين وغربة الروح والمأثم. وقد وجد في عاطفة الحب منفذًا للفيض العاطفي، كما وجد فيها أنسًا يقيه الوحدة المخيفة التي كانت تكتنفه، وبداية لإدراك الجمال، والاندماج الحاد في العالم. إنه شاعر غنائي مرهف الحسّ مضطرم المشاعر مشبوب العاطفة، في قصائده نكهة خاصة تنم على صوفية حالمة.. بعض هذا الشعر في الاجتماع والقومية والحنين. كان أحد الشعراء المتمردين الثائرين على الواقع المتهاوي.
كتب القصيدة العمودية، كما كتب على نظام التفعيلة.


منقول




هام في الليل غارقاً في بكائه
ودموع الحيران كل عزائهْ
ساكباً في مسامع الليل شكواه..
فيبكي الوجود من أصدائهْ
سئم العيش في الحياة فأمسى
شارد اللب موجع القلب تائهْ
هجر الناس واصطفى النجم خدناً
بثّه المضجعات من أرزائهْ
من لقلب الحزين حطمه الدهر وألقاه في خضم شقائهْ؟
صارع الموج هازئاً لا يبالي
وهو يلقى الإعصار من أنوائهْ
باسماً للخطوب حتى تلاشى العزم منه وراح في إغمائهْ
والليالي يعصفن عصف المنايا
راقصات غضبي على أشلائهْ
عاش والقلب فيه يخفق للحب وينزو إلى بقايا رجائهْ
ولـه في هياكل الحب نجوى
ونشيد قدسي في إيحائهْ
* * *
هام والليل مدلهمُّ الدياجي
يا لأحزانه وطول هيامهْ
لم يجد في الحياة غير الرزايا
وجراح الآلام من أيامهْ
قد مضى يقحم المنون وما أجداه في الدهر منتهى إقدامهْ
وبمحرابه تطوف الأماني
راقصات على صدى أنغامهْ
كم شدا فيه للجمال وناجى
دانيات القطوف من أحلامهْ
ذكريات تلوح في أفق الماضي فيبكي شجواً ليالي غرامهْ
رب ذكرى تثير جرح فؤاد
نسيت موجعاته في التئامهْ
ذكريات تعوده عاصفات
طفن فيه على رؤى أحلامهْ
سكبت روحه على صفحة الحب سطور الخلود من إلهامهْ
وعلى مذبح المنى قد تلوّى
كالقتيل الصريع (في) آلامهْ
وتحار الدموع في مقلتيه
رب دمع قد حار في تسكابهْ
شيعت نفسه شتات رؤاها
مذ ذوى سحره بدنيا عذابهْ
وتسيل الألحان منه حيارى
كأنين الجريح في أو صابهْ
رددت روحه نشيد هواها
وهو ينساب من حطام ربابهْ
في ظلام الفناء راح كئيباً
يدفن البيض من أماني شبابهْ
وتمر الأنسام يودعها النجوى فتبكي أسى لمر انتحابهْ
لمس الحب قلبه واحتواه
يرسل الغمغمات في محرابهْ
وبجفنيه من بقايا الأماني
حلم حائر على أهدابهْ
والزمان الغضوب يسخر منه
فمضى خائر القوى في ركابهْ
* * *
أغمض الليل جفنه وبدا الفجر وما زال ممعناً في بكائهْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى