رسائل الأدباء رسالة من مارون عبود الى ع. م، فالوغا

عزيزي ع. م، فالوغا

وصلتني رسالتك متأخرة، ولأحكام لا ترد تأخرت أنا أيضًا. أرجو المعذرة.
قلت في مكتوبك: إنني انتقدت رواية «الحب أقوى» للأستاذ رئيف خوري من ناحية اللغة فقط؛ ولهذا أسألك إعادة النظر في المقال الأول.
أما قولك: «والقسم الآخر من الأغلاط ليس من الأهمية بحيث يحتاج إلى مثل هذا الهجوم.» فلا أوافقك عليه.
إن الخطأ خطأ، وعلى الناقد أن يدل عليه؛ لأن فيه ما ينفعُ الأديب والناس.
أما رأيي في القصة وكاتبها فقد أبديته في ذاك المقال أيضًا، وها أنا أعيد القول بناءً على طلبك: إن الأستاذ رئيف خوري أغزر أدباء اليوم إنتاجًا، وفيه يصح قول زهير في الحرب:
«يغلُّ لنا» ما لا تغلُّ لأهلها
قُرًى بالعراق من قفيز ودرهمِ
وإنتاجه هذا يقرأ بلذة؛ لأن كاتبه ذو شخصية ذات علامات فارقة، ولآثاره «ماركة مسجلة» يعرفها بها اللبيب. وهي تلك التعابير التي يرسلها رئيف عفو الطبع فتجيء طريفة ظريفة.
أنا أحب رئيف خوري، ولكن هذا الحب ليس يحول دون نقده، وما أحسب ما دللت عليه من خطأ عند رئيف إلا خطأ نراه عند كُتَّاب الوقت القارحين، ولا أحسب الأستاذ إلا معوِّلًا على هؤلاء. ظَنَّهم «ثقاتٍ» فوقع فيما وقعوا فيه.
إن الأستاذ رئيف خوري هو «الأمل المنشود»، كما قال شاعرنا الكبير الأخطل الصغير، ومعاذ الله أن يضيع من يدي …
فانعَمْ يا عزيزي عبد الكريم بالًا؛ إن أديبك المفضل رئيف خوري يبدو على محك الفن من عيار عشرين وما فوق، وسيصير عيار ٢٤ إذا تأنَّى ولم يُلبِّ كل صوت، وما تلك «الأغلاط» إلا زنجار أزاله المحك عن الذهب، فأعاد إليه رونقه وسناءه.
عين كفاع
١٥ / ٩ / ١٩٥١

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى