علجية عيش - حزب جبهة التحرير الوطني وصراع الإخوة الأعداء

مصادر تقول أنه تم تأجيل مؤتمر حزب جبهة التحرير الوطني الحادي عشر إلى إشعار آخر و بعجي مطالب بتوضيح الأمور و الرد على الذين اختيروا مندوبين لحضور المؤتمر لإعادة التركيبة البشرية للحزب، هذا الحزب الذي لا يزال يعيش صراعات و انقسامات بين مؤيد و معارض، و يبدو أن هناك محاولات لعودة الوجوه القديمة في الحزب للمشاركة في المؤتمر و الإطاحة بالأمين العام الحالي للحزب ابو الفضل بعجي
336677549_1848893202132585_8746665182084588616_n.jpg


و من الأسماء التي بدأت الترويج لها اسم عبد العزيز بلخادم ، و كان الأمين العام للأفلان ابو الفضل بعجي قد صرح و في كثير من المرات بأن الأمور كلها مهيأة لعقد المؤتمر و أنه تم انتخاب المندوبين ، الحقيقة طبعا تقول العكس ، حيث أن معظم المندوبين تم تعيينهم عن طريق التزكية، و لم تخضع العملية إلى الصندوق، لا تهم الطريقة كيف تمت، هي خطة وضعها البعض لكي يغلقوا الباب لتقدم مناضلين للترشح لحضور المؤتمر، الأهم هو أنه لم تحدث فوضى، و مرت الأمور بسلام ، و لم يحدث ما كان يحدث من قبل في الجمعيات العامة الانتخابية، أما المعارضة التي يتحدث عنها بعجي فهي تتمثل في المعارضة الجديدة، داخل اللجنة المركزية تحركها أيادي كانت قد شغلت مناصب عليا في الحزب و في مجلس الأمة تريد العودة بعدما غادرت الحزب و تركته يتخبط في مشاكله الى اليوم، الساحة طبعا فارغة لأن القيادات الحقيقية للحزب لم تعد موجودة منهم من توفي و الباقي مقصي.

و لنسأل اين هو رئيس الكتلة البرلمانية السابق دعدوعة العياشي و هو محامي و إعلامي ( كاتب أعمدة) ، اين هو المجاهد عبد الرحمان بلعياط و المجاهد قاسة عيسي، و النائب جمال بن حمودة و أسماء أخرى كانت محسوبة على قيادات سابقة بدءًا علي بن فليس إلى الأمين العام الحالي الذي حسب المتتبعين لم يغير شيئا في الحزب و لم يصنع الحدث في مواكبته الأحداث و ما يحيط بالجزائر من تهديدات على كل المستويات، بل الحزب اليوم يحتضر، فوضع الحزب اليوم لا يُحْسَدُ عليه، تقول مصادر مطلعة أن تأجيل عقد المؤتمر الحدي عشر للأفلان مرتبط باقتراب موعد الانتخابات الرئاسية ، و في حالة ما تم عقد المؤتمر و حددت الثقة في بعجي من المحتمل ان يكون هو مرشح الحزب للانتخابات الرئاسية، و هذا يعني ان سيناريو 2004 سيتكرر، عندما اعلن الحزب عن ترشيح علي بن فليس بدلا من تجديد الثقة في بوتفليقة ، و وقع ما وقع بعد ظهور الحركة التصحيحية داخل الأفلان يقودها عبد العزيز بلخادم الذي يريد هذه المرة العودة و بقوة أكثر من ذي قبل تدعمه أطراف محسوبة على مؤسسات قوية؟

السؤال هو: ماذا بقي من الحديث عن جبهة التحرير التاريخية التي جمعت كل القوى السياسية في صفوفها و قادت ثورة كبرى سقيت بالدم، و بعد تحويلها إلى حزب سياسي في 1964؟، البعض يرى أن دورها انتهى في 1962 ، و قد حان الوقت لوضعها في المتحف، للتبرك بها مع التحف الموجودة، في حين يريد البعض الاستثمار فيها لأن بطونهم المنتفخة لم تشبع و لا يريدون الأكل بملعقة صغيرة بل بالملعقة الكبيرة أو كما تسمى بـ: ( مغرف السقو) و لا ندري إن كانوا سيحمدون الله على شبعهم أم سيقولون هل من مزيد ؟ المعارضة طبعا في الجزائر لا تملك الآليات لإسقاط من يرغبون إسقاطه سواء إسقاط النظام أو رئيس الدولة أو رئيس حزب ما ، أما المعارضة داخل الأفلان فهي على ما يبدو أضحت هشّة، تتجدد في كل موعد عقد المؤتمر ، الفرق فقط هو تغير الأسماء و الوجوه ، ثم أن الشكارة لا تزال سيدة الموقف، و من جيبه فارغ لا داعي لأن يحرج نفسه، لقد سال حبر كثير في التأريخ لجبهة التحرير الوطني بين الأمس و اليوم.

و لعل أهم قلم تناول قضايا جبهة التحرير الوطني الدكتور محمد العربي الزبيري ، ففضلا عن الكتب الأخرى التي تناول فيها القضايا الجوهرية لاسيما أحداث أكتوبر 88 فكتاب " جبهة التحرير الوطني المعتدى عليها " و كتاب "حزب جبهة التحرير الوطني من الشرف إلى العلف" يثلج صدر القارئ و المناضل الجبهوي بالخصوص لكشفه الحقائق التي كانت مغيبة عن الكثير من الوطنيين، كذلك خطب العقيد محمد الصالح يحياوي رحمه يوم كان الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني ايام الرئيس هواري بومدين، الجبهة اليوم في حاجة إلى من يعيدها إلى خطها الأصيل و تطهير بيتها قبل إعادة ترتيبه و فرز " مّاعنها" في مطبخها بحيث ترتب الكبير و الصغير كلٌّ في مكانه المناسب .

الأفلان البوم في حاجة إلى أن يراجع نفسه و أن يقف قادته وقفة تأمل لما يحدث، لأن الخطر الكبير هو أن تظلله المظاهر السطحية ( القوة السياسية الأولى في البلاد و حزب السلطة و أنه ن النظام و غيرها من الأسماء ا) فالغرور قد يؤدي بصاحبه إلى الغرق في نماذج عقيدة الفكر و هو غير قادر على إيجاد منظور فكري له و هو يعش عصر الرقمنة، بل عصر ما بعد الإيديولوجية و لم يرتقي إلى مستوى تحديات المرحلة ، بحيث لا يزال يخاطب قواعده النضالية و حتى الرأي العام بلغة الخشب التي دار عليها الزمان و ولى ّ، لا يزال في ثوبه القديم و قد بللته أمطار التعددية و سحبته رياح الحراك الشعبي فبقي في وسط الطريق لا هو في اليمين و لا هو في اليسار، أم أنه سينهض كالعنقاء من جديد، أما أن تبقى الأشياء كما هي دون تطهير و تغيير سيظل الوضع على حاله لأنه و كما يقال: اللعاب حميدة و الرشام حميدة في قهوة حميدة، و الآن و من هذا الفضاء نوجه نداءً نقول فيه اين رجالك جبهة التحرير الوطني ؟ اين الوطنيين الأحرار الذين يغارون عليك و يحمونك من قطاع الطرق ؟ أين ابناؤك جبهة التحرير الوطني الذين خرجوا من رحمك و رضعوا لبنك؟ اين هم و لماذا تفرقوا؟ اليوم هم مشتتون في أحزاب مجهرية و أنت التي كنت تقودبن الكبار؟

علجية عيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى