منى محمد صالح - تراتيل مؤجلة

يقف على سفح قلبه.. محلقا
أسمع نبضه يراقص مواسم الورد
تتوهج تقاسيم الكمنحات في صوته
لينحسر المدى..
عن روزنامة تروى إثم أحلامه
يرتكبها مثل شدو ساحر
يتسلل من بَيْنَ إصبعينا
ليعود مترنحاً بي
يسبقني صمتك الأخير..
منبت اللقاءات التي لم تحدث بيننا
سر تغيّر مزاجك.. اللازوردي
هل قلت لك أني أحبك؟
ومحراب الونس بقربكَ
قد نسجته اعشاشاً للعصافير
تنثر بأجنحتها أسراري
وصلصال تراتيلي المؤجلة
ويأتي السؤال مثل طيف حنون:
ويحك ثم ويحك ثم ويحك..
ثم ويلنا..
كيف جعلتكَ تُغادر
وتطوى أسفار الغياب
والشمس والغيوم والشجر؟!!
تغمض عينيك
متحرراً من ظلِّ الصمت
اشتعال الروح في مأمنها
حيثُ لا وسيلةٌ أخرى اليكَ
تفاجئني ابتسامتك التي لا يعرفها أحدٌ غيري
وأنتَ تتلو أوراد النشيج
تماما مثل روحين سرقهما سفر بعيد
تختبئ بثقلك في قلبي..
مثل ذلك الطفل الذي نسي أن يكبر
تمنح خطاك حرية التحليق
ينعطف الطريق نحوي
اتلقفه تائه بينَ يديَ، كنسمة صيف شارد
تسألني كيف سارت الأمور بهذة السرعة
وليس هناك طريق للعودة
وأنا التي تستوحشني دروب تلك القصائد
أنثر اغنياتنا البعيدة
أعيد ترتيبها كل ليلة
وحدي كُنتُ هناك..
احتويك كما لم أفعل من قبل
امرأة تقشّر أيائل الدهشة على مهلٍ
وتسرح بالغيمات
تصحو غبطة الغسق العاري
في لونِ عينيها
تعتق ضوء خصلاتها للريح
تمنح النجوم افتضاح ضحكتها
وتحلق معكَ بخطواتها
بعيدا.. بعيدا
يعانقها صوتا مثل نورس جريح..
تناءت به أسفاره الموغلة في الهذيان
والسؤال مازال عالقا هناك..
كيف يدار وجل الشوق الساكن بيننا..

برمنجهام 31 مارس 2023
منى محمد صالح

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى