رسائل الأدباء رسالة من سعيد فرحاوي الى أحمد إيگوديان

اخي العزيز.
بعد التحية ،
اسمح لي ايها الغالي ، ان قصدتك بخطابي هذا ، راجيا ان يجدك في احسن الاوقات. اردت ان اشاطرك هما يعني بلدتنا ، لان الكل أصبح يتكلم عن الحالة المزرية والمقلقة التي تعيشها هذه البلدة المنكوبة ، بعد ان كانت ، كما تكلم عن ذلك بمداد لم يجف الدكتور العزيز احمد الحطاب، اصبحت في وضع لا يحسد عليه.بصريح العبارة كما قال: شماعية المجد صنعها الحمريون الاحقاء، وشماعية التمدن كتب عهدها الاستعمار و شماعية الامل نبش عمقها سكانها الاوائل الذين عايشوا بداية الاستقلال، فتساءل عن المفسد الهش الرديء الذي نخر عورتها بلا حياء ولاحشمة. هي كلها افكار اوجعتنا كثيرا، المتنا ونحن دائما نبحث عن مخرج وسبيل للخلاص، طبعا الكل حاصرنا، البعض عاتبنا واخرون صفقوا لافكارنا ورفعوا كفوفهم للسماء طالبين من الله الخلاص والنجاة.
من جهتي، لم يهدأ لي بال، فوجدت نفسي مرغما على الاتصال بك، لاسباب عدة ، منها غيرتك التي لاحصر لها ، هي غيرة اخرجتنا من صمتنا لنعاتب انفسنا اولا على غياب طال امده .
قصدتك يااخي لاقول لك ، ان اولى اشكال التغيير تبدأ من ايقاف اعداء التغيير، هم مجموعة بائسة تعيسة مشردة نفسيا وذهنيا واجتماعيا واخلاقيا وربما وجوديا ، اعتقدت نفسها في الموقع الصحيح، او انها الكائن الفاهم الذي له رأي مهم في بلدة شردها طيشهم، فصاروا يجولون يمينا ويسارا باساليب عدة، اما بأسماء مستعارة، بها يختفون كالنعاج المذعورة الجبانةليقذفوا بكلمات هجينة مختفون من وراء الحجاب، هي مجموعة فتاكة ، لاتملك القدرة على المجابهة والنقاش الحضاري الراقي الهادف نحو الارتقاء والنبل، فقط لانها في مستوى اقل بكثير من الرداءة، هي عدوة التغيير في الدرجة الاولى.،فتاكة لكل مبادرات من شانها ان تطور الارضيات التي ممكن اعتمادها في اطار ايجاد حلول معقولة لانشاء محطات نضالية حقيقية بها ومنها تتحول الرؤية وعبرها نصل الى شماعية حسب المبتغى المنشود. للاسف تبقى خارج الدائرة تغرد خارج السرب ، لاتملك القدرة على كتابة اربع اسطر في موضوع الاتشاء، لانها في درجات اقل من متوسط. مادامت حية ترزق فان موضوع التغيير سيصبح في خبر كان . فتتكلم بلغة ركيكة معتقدة انها ستقنع العالم بأنها هي محور الكون.
ان موضوع التغيير له ناسه، له رجالاته، اما محتوى التغيير فمحدد في نقاط جد دقيقة، اساسها شماعية بلا خونة، على راسهم بدو اجانب دخلوها ، فاعتقدوها بقرة حلوب ، فقاموا بكل الوسائل بنهب خيراتها ومص دمائها وارجاعها الى مراحل ورائية جد متأخرة، ونحن للاسف لايسعنا الا ان نقف وقفة رجل واحد لايقاف النزيف واسترجاع الحق لاصحابه.
اسمح لي ايها الغالي ان اطلت عليك ، لان المجال يستدعي وقفة تأملية عميقة ، تحدد فيها المجالات التي يجب الاشتغال عليها ، حتى يتسنى الوصول الى الغاية المطلوبة، لهذا ارى نفسي ملزما بطرح البرنامج التالي:
لادراك مايمكن ادراكه ، وجب الاشتغال بالرؤية التالية:
اولا: التصدي لكل محاولات تحريف الصراع، وتحويل الوجهة وتغيير المجال، لكي لا ينحرف الصراع من الحقيقي الى الهامشي. المطلوب هنا المصداقية التاريخية، لان كل من هو مدنس ومشبوه يجب ان يخرج من دائرة الصراع. لاان تلفق تهم مجانية تقذف المناضلين الحقيقيين ، ليفتح الباب بمصراعيه للصوص والخونة والمشبوهين الفاشلين ، فيصبحون في محطات لاعلاقة لهم بها. كل شيء مزيف وماكر. لهذا اية تهمة يجب ان ترفق بالحجة والدليل والا ان اصحابها لهم غاية تشوشيية غير نبيلة.
ثانيا ، ايها العزيز ، يجب التركيز على الشرفاء الذين غادروا الساحة السياسية واقناعهم بضرورة تحمل مسؤوليتهم امام الله وامام التاريخ. كما بجب التركيز على الشباب الغير يائس ، اما الذين اصابهم سن اليأس ؛ يتفننون في فن الوصف، فسأقولها بصراحة هم تجاوزهم الزمن ، عليهم ان يرقدوا قرب زوجاتهم مطمئنين شاكرين الله رافعين كفوفهم الى السماء لعل الله يأذن لهم بالدخول الى الجنة ، وان يتركوا القطار في سكته يشق طريق الخلاص،
ثالثا، يجب الاشتغال افقيا وعموديا لفضح الفساد بكل الوانه واشكاله، بالحجة والدليل واعتماد اساليب التعرية ، كالاعلام والمحاكم والمنابر الاعلامية بكافة اشكالها.
رابعا، الاشتغال على كافة الواجهات، محليا ووطنيا، وذلك بالتشجيع الكلي ان يكون العمل جماعيا بتنسيق جد محكم لاخراج الصراع من دائرته المحلية الى الوطنية . باعتناد مراسلات توجه الى كل المسؤولين بتوريطهم امام الرأي العام الوطني والمحلي.
خامسا، التهييء، من الان ، للولوج الى المؤسسات المؤهلة لتنمية البلدة، وذلك لاغلاق الابواب امام هؤلاء مصاصي الدماء لاخراج بلدتنا من جمودها التام. لتنعم في حياة الرفاه والعيش الكريم بكل مواطنيها، تحت اشراف قيادة نبيلة مناضلة ذات مصداقية مشهود لها تاريخيا، مع تجنب المبرزطين الفتاكين المفرتكين.
في الختام ، حتى لا اطيل عليك ، تقبل مني، صديقى الغالي ، ارقى التحيات الزكيات .
دمت حيا ايها الشريف.
تحية لشماعية عفيفة مناضلة ...
المجد والعز للشرفاء الانقياء الاقحاح.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى