علجية عيش - حديث الصباح .. الكاريزما charisme و الزعامة السياسية

الكرسي الذي فرق بين الإخوة فتحولوا إلى أعداء
341175456_736436551476961_1261789909049086092_n.jpg

قلتها ذات يوم في مقال عن آليات القيادة و من هم أهلها و من هي الشخصية الكاريزماتية التي تصلح للقيادة و قد ذكرت الشيخ عبد الله جاب الله رئيس جبهة العدالة و التنمية كنموذج، وقلت في مقالي: عبد الله جاب الله رجل دعوة لا رجل سياسة، أي مكانه في المنبر في بيوت الله يخاطب الأمة يرشدها و ينصحها فيما يفيدها في الدنيا و الآخرة، لست أدري إن كنت أصبتُ أو أخطأت ، خاصة بعد أن تلقيت بعض الإنتقادات من أنصاره و محبيه ، المهم كانت هذه وجهة نظري و لن أفرضها على أيّ كان، لم نكن نؤخر أي لقاء أو تجمع شعبي ينظمه الشيخ عبد الله جاب الله في قسنطينة و أحيانا كنا ننتقل خارج الولاية لحضور تجمعه الشعبي، الذي كان يشهد حضورا قويا حتى وسائل الإعلام ، ما كنت ألاحظه هو أن الشيخ عبد الله جاب الله كان في كل تجمعاته الشعبية يقوم بدور "الداعية" لا بدور رجل السياسة، و كأنه يلقي خطبة الجمعة، رغم أنه كان هو و يده اليمنى لخضر بن خلاف الذي استطاع أن يكسب قلوب الناس يهاجمان و بشراسة حزب جبهة التحرير الوطني، كصحافة كنا نواظب على حضور لقاءات نشاطات جاب الله و لويزة حنون، لمعارضتهما الشرسة للنظام و هذا من طبع الصحفي الذي يبحث عن الإثارة ، كانت مرحلة منعشة حقا قبل ظهور الحراك الشعبي.

الملاحظ من خطابات قادة الأحزاب السياسية في الجزائر بمختلف إديولوجياتهم أن الراغبين في الوصول إلى سدة الحكم و الحصول على كرسي الرئيس ، بعضهم يتكلم بعاطفة و كأنه يقرأ قصيدة في الغزل، و آخرون يخطبون الجمهور بلغة التهديد و الوعيد، و البعض الآخر يتكلم بلغة الإمام الداعية داخل المسجد ، و يجهل أنه أمام جمهور سياسي يتابع الأحداث و ما يدور في الساحة، و هناك من تكون كلمته عبارة عن ثرثرة ، أي انه يُحدثُ زوبعة في فنجان و عندما تقلب الفنجان تجده فارغا ، و هو ما كنا نلاحظه في رؤساء الأحزاب المجهرية و لا اسميهم بالقادة أي ان بعض الخطب السياسية التي يلقونها جافة

خارج المعارضة ، كثيرا ما يستعمل بعض قادة الأحزب في الجزائر لغة الخشب و الديماغوجية، بما فيهم حزب جبهة التحرير الوطني منذ الإنقلاب على أمينه العام المجاهد عبد الحميد مهري رحمه الله الذي ألصقت به تهمة الخيانة للحزب، لما شارك في لقاء روما ( سانت إيجيديو) لعرض المصالحة الوطنية مع قادة الجبهة الإسلامية للإنقاذ FIS (الفيس) المحظور رفقة قادة أحزاب أخرى لهم وزنهم التاريخي و السياسي كالمجاهد حسين آيت أحمد رحمه الله، و الجبهويون معذورون طبعا لأنهم موالون لسلطة، الصراع إذًا كان و لا يزال بين "اليمين و اليسار " ( السلطة و المعارضة و هذا في كل الدول، حتى الدول المتقدمة و التي تتبنى النهج الديمقراطي ، ففي الجزائر و قبل الثورة التحريرية كان الصراع حول "الزعامة "و من هو أحق بها ، (الصراع بين المصاليين و الجبهويين/الصراع بين السياسي و العسكري)

في كل دولة يوجد زعيم يقود أمّة ( غاندي، تشي غيفارا، هتلر، جمال عبد الناصر ، القذافي، صدام حسين، لحبيب بورقيبة، بومدين ، الحسن الثاني و غيرهم) لكن بعض الزعامات انتهت و لم ييعد اسمها يذكر سواء لأخطائها أو الإنقلاب عليها، المسألة لا تتعلق بشهادات جامعية أو أن يكون الذي نسميه "قائد" ذا جاه و مال أو ينتمي الى الطبقة الأرستقراطية ، المسألة تتعلق بميزات يتميز بها رئيس الحزب أو الراغب في السلطة ، طالما القيادة لها شروط يجب أن تتوفر في الشخص الذي يبحث عن الزعامة، فأن تكون زعيما يجب أن تتمتع بالحِكمة و الرزانة و اللاإندفاعية و أن تكون رجل المو اقف و أن يكون لك بُعْدُ نظر، و أن تكون صانع قرار، هي "الكاريزما" charisme وحدها التي تجعل من القائد قائدا أو زعيما ، له آليات التحكم في الشعوب و تحريك وجدانها ، يؤثر فيها و لا يتأثر، حتى تكون تحت أمره و طاعته، يفرض فكرته و رأيه عندما يكون متمكنا من إقناع من يستمعون له، و يملك صفات "الزعامة"، فليس كل من يقود حزبا زعيما، و الآن وجب ان نعرف ماهي الكاريزماتية و ماهي الشروط التي ينبغي أن تتوفر في الزعيم،ـ فليس كل رئيس حزب زعيم

علجية عيش و بدون خلفيات

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى