سلمى الخضراء الجيوسي - الأرض..

تباركت الأرض، أرض الجدود، وأرض السنابل، والأقحوان
وأرض الأغاني،
وأرض الرزايا، وأرض البسالة والعنفوان
من الأرض، هذا الأديم المُوشى بقطر الكفاح الأبي
من الأحمر الخصب روى ثراه عطاء الدم اليعربي
بنيت لنفسي طموحا،وصغت لقلبي عرشا
ولونته من شعاع الأصيل
تجود به الشمس قبل الرحيل
خضيب المصفى عجيبا، كأن كنوز العقيق عليه تسيل
وحين يجنّ الغروب
وتغفو أعاصير روحي
كما تنعس الريح بعد الهبوب
كما تخمد النار بعد الشبوب
سيحتل تلك الذُرا
ويغزو القُرى
فداء جديد
أخ من رفاق الكفاح العنيد
فإن الطريق طويل سحيق
ولكن شمس الأماني تشع عليها
وسوف يلح على الدرب شوق عميق
فيسعى إليها
كأن رياح المنايا الضواري نسيم رقيق
وحين يحينّ لديه الرحيل
ويسدل جفن الظلام الكثيف
ويلتف ثوب الفناء المعرى على الساعدين
سيحتل تلك الذرا
ويغزو القرى
فداء جديد
أخ من رفاق الكفاح العنيد
ليعلم شعبي المُفدى بأن دم العربي القتيل
يُحّول شعاعا يضيء الغياهب من نوره
ويؤمن شعبي بأن بأعماق ديجوره
ألوف الشموس
ستهتك ستر الظلام العبوس
وتفتق سداً منيع الحواجز من سوره
ليدفق عمر الضياء العظيم على الجانبين

سلمى الخضراء الجيوسي
أعلى