محمد مثقال الخضور - فليصبح النقصان عاديًّا

سأَكتبُ نصفَ أُغنيتي
وأَتركُ نصفَها الثاني
لِصَمتي
كي يرمِّـمَها
قُبيلَ النشرِ
حتى يَظهرَ النقصانُ عاديًّـا
أَنا الـمتروكُ قربَ الوعدِ منفيًّا
فلا أَشياءَ تذكُرني
إِن اختلفتْ على وصفي
مع الـمرآةِ
واجتمعوا
على أَرضٍ مـحايدةٍ
فَــ شُـبَّاكي يُريني نصفَ حارتِنا
إِذا ما غَـبَّشَتْ عينيهِ
أَنداءٌ وأَغبرةٌ
وشارعُنا سَيَنْسى نصفَ أَيَّـامي
لأَني خُنتُ عِشْرتَـنا
هَجرتُ رصيفَهُ دهرًا
لَزِمْتُ الساحلَ الـمكشوفَ
حتى صرتُ آنيةً
لأَمواجٍ تُـبَـلِّلُ نصفَ ذاكرتي
لكي أَنسى عتابَ البحرِ للجَزْرِ
الذي فَشلتْ دوائِرُهُ
بِسَحبِ مشاعري للماءِ
فانكفأَتْ بلا صيدٍ
وقد خَسرتْ على الشطآنِ
ماءَ الوجهِ
والأَملاحَ
والـمغزى من الـمَدِّ
استقالَ النصفُ من وقتي
كَــ قافلةٍ من الأَيامِ
تَـجمعُها سنينُ العمرِ
في حصَّالةٍ صَدِئَتْ
ولـم تُـفتَحْ
أَنا الـمطرودُ من عمري
كَــ زائدةٍ من الأَلوانِ
تَـخرجُ عن يدِ الفنَّانِ
قربَ الـحدِّ في رسمٍ جداريٍّ
فيُخفيها إِطار اللوحةِ العُظمى
كَــ وقتٍ ضاعَ في شُبَّاكِ حالـمةٍ
بلا جدوى
فلم يُـحسبْ من العمرِ
الذي باعَـتْـهُ وحدتُـها إِلى النسيانِ
كالنسماتِ
يَـمنعُها جدارُ البيتِ
من إِطفاءِ شـمعتِهِ
فَــ تلعبُ مع صغارِ الوردِ
بعضَ الوقتِ
عندَ البابِ
حتى تذبلَ الشمعةْ
أَنا الصمتُ الذي
سَيُـرَمِّمُ الـمَحكِيَّ في عمري
أَعيشُ بِكهفِيَ الـمنسيِّ
مثلَ قصيدةٍ ماتتْ
لأَنَّ الريشةَ انقسمتْ
إِلى نصفينِ
فاعتذرتْ
عن استكمالِ رحلتِها
إِلى القارئْ

ا= = = = = = = = = = = =
محمد مثقال الخضور

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى