حياة الضيف الاجتماعية: حوار مع الشاعر السوري مصطفى الحاج حسين.. أجراه: الأستاذ عبد الرحمن بو طيب

س 1/ من هو الأستاذ مصطفى الحاج حسين بعيداً، أو قريباً من سيرته الذاتية الثرية؟.
ج 1 - هو الإنسان الشقي الكادح العصامي الذي عاش طفولته في قلقٍ دائم لم ولن ينتهي،إذ نشأت ضمن عائلة كبيرة وفقيرة وفي بيئة يكتنفها كثير من الجهل والقهر والظلم الاجتماعي والتفكير العشائري،ونتيجة لصعوبة توافقي الطبقي والاجتماعي؛ وتغيب أبي الذي كان يسافر بقصد العمل،وتواجد رفاق السوء في حارتي ومدرستي، رحت على أتسيب من مدرستي الابتدائية التقليدية ، فألحقني أبي بمهنة البناء وقد شقيت بها قبل نضجي.
وفي مراهقتي وجدتني مغرما بقراءة الشعر الغزلي، وبالقصّ الاجتماعي والأدب الشعبي ثم قراءتي لبعض المشاهير العرب والعالميين.. ولأنني تأثرت كثيراً بهذه القراءات التي فتَّحت جراحاتي رحت أقلّدهم؛ وأكتب على غرارهم،ورحت اتعرّف على أدباء لامعين في حلب ..
وأعرض عليهم نتاجاتي باستحياء وأنهل من تجاربهم وأفيد من نصائحهم،ونلت منهم التشجيع الكبير،وممّا عزز ثقتي بإمكاناتي ومواهبي تلك الجوائز المحلية الكثيرة التي نلتها من خلال المسابقات التي كان يقيمها اتحاد الكتاب العرب.. والمراكز الثقافية.. والنادي العربي الفلسطيني.. وموافقات النشر في المجلات الأدبية والصحف.. ثم حصولي على جائزة الدكتورة سعاد الصباح على مستوى عربي.
س 2/ مِن بناء العمران، إلى بناء الكلمات... ما أثر الحرفة اليدوية الشاقة على مسار تطور بناء شخصية مصطفى الحاج حسين؟
ج 2 - لاشك أن لمهنة البناء أثر الكبير على طبيعتي النفسية،فهي مهنة شاقّة أعتقد أنها أفضت لأن تكون ردود أفعالي ردوداً عنيفةً واستجاباتي للأحداث الخارجية سريعة،
حيث طبعتني بطابع العطاء والإحساس بالمسؤولية وتبني المواقف الإنسانية والرد العنيف.
س 3/ الأستاذ مصطفى الحاج حسين... انقطاع مبكر جداً عن الدراسة... ومن بعد تتجلى القدرات الأدبية الكامنة... ما السر وراء هذا التجلي من غير تأثير المحيط المثقف... عوامل محيط اجتماعي؟ أم عصامية تتحدى الإكراهات؟.
ج 3 - أرى أنه من الصعب الفصل بين هذه الأمور لأنني أراها مجتمعة أثرت في تجلياتي ..إذ لا إبداع تخلفه الظروف الاجتماعية وحدها بدون موهبة أو تطلعات وتحديات.
والموهبة الفطرية وحدها تظل كامنة في النفس ولايمكن لها أن تتفتح إلا في وسط اجتماعي مؤثر ومشجع،أما الاستمرار في العطاء الإبداعي فيحتاج إلى إرادة قوية وعزيمة على الاستمرار والمثابرة.
س 4/ الصحة تخون... والعزيمة تنتصر، هل من تفسير؟.
ج 4 - أظن أن الإنسان عموما مهما تخونه صحته في كبره،تظل لديه إرادة الحياة،بل يتمسك بالحياة أكثر.
فما بالكم بمن يحمل رسالة إنسانية بجسدها عبر إبداعه،فهو حتماً سيزداد إصراراً على العطاء والإبداع والتألق إلى آخر نفسٍ في حياته.

أجرى الحوار :
الأستاذ عبد الرحمن بو طيب



343429291_1054697385942263_7644971744493349195_n.jpg
  • Like
التفاعلات: هجيرة نسرين بن جدو

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى