ذياب شاهين - زيتونةٌ على الفرات

مُرةٌ أنا يا أولادي
لكنَّ زيتي شَفاء
سيذهبُ الربيعُ
والفادي لم يتخلقْ بعد
فلا تنتظروا
الذي لا يأتي
تتصارعون كالأشواك حولي
وتضربون ثماري
برصاصِ نزواتكم
أنا لستُ حِرثا لأحدٍ
خلقني الله للجميع
لا تسرقوا ثماري عنوةً
فالرحيقُ يتقاسمهُ النحلً
والتمرُ تتقاسمهُ العصافيرُ
والتينُ نبيذٌ في مناقيرِ البلابلِ
أطلقوا القيودَ على ذواتكم النارية
لا تعبدوا النارَ
فالنارُ تلتهمُ الأخضرَ واليابس
ولا تشبعُ
يا أبناء الترابِ
أتحتفلون
بأعيادٍ تفتعلونها
وتتباكون
بقلوبٍ محترقةٍ بالساحاتِ
يا لبصائرِكم العمياء
فالثمارُ (ثماري) يسرُقها
الشطارُ والمغامرون
وأنتم عن رعبها تعمهون
هل من نجاةٍ دونما خطى
فلتسبحوا بالنهرين لتتطهروا
من أدرانكم
فالأرضُ موحلةٌ
والدغلُ يخنقُها بألسنةٍ غريبة
الأرضُ باتت مدنسةً
ونفوسُكم تمورُ بشهواتٍ
لا وازعَ لها
تلبسون ثوبَ الجنون
وتدّعون الحكمة
ما نفعُ آياتٍ تردّدونها
بقلوب صدئةٍ ووجوهٍ يابسة
لا تُزهرُ أرضٌ
تفترسُها قبائلُ الأدغال
أغسلوا وجوهَكم
وأحرقوا الدغل اللئيم
فالزيتونة أمُّكم
لا شرقيةٌ ولا غربية
وجهُها يانعٌ للسماء
وجذورُها راسخةٌ
بين النهرين
زيتُها يُضيءُ القلوبَ
قبلَ الدروب
وثمارُها ستُطعم المعدَمين
لو قطعتم أذرعَ اللصوص
وحرّكتم الأرضَ
تحتَ أقدام الغُرباء
أنا زيتونةُ الفرات
أوصيكم بثماري خيرا
فدليلكم يدايَ
لا تحتفلوا
مع من سَرقوا التاجِ
ولا تتظاهروا عليهِم
فالتظاهرُ أضعفُ الإيمان
إصنعوا طوفانا
يستنزلُ الماءَ من السماء
تحتَ أقدامهم
ويستنهضُ الريحَ من الجهاتِ
ويجمِّدُ الألمَ موتا
في وجوهِ أعدائِكم
قبل أن تبلعكم
أفعى الفناءِ
وتصيروا نسيًا منسيّا

الحلة- الثلاثاء
‏02‏/05‏/2023

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى