محمد عمار شعابنية - الشمس

أوْقفتني الشّمسُ..
كانت كُرة ًحمراءَ لا يسكنها إلاّ اللّهَبْ
وأنا اسْلك نحو الوقْتِ درْبْ
ليس لي في طوله الفاحش ما يُنهي مَساري
قلتُ ماذا تطلبين الآن من رُوحي ورَوْحِي
وصدى نبْضي وما ينسابُ من مائي ورِيحي؟
فافسحي دربي فإنّي
حامِلٌ ظَهْري على رأسي
ووجْهي في قِناعٍ من عَرَقْ
وعلى الإسفلْتِ ظِلِّي يحترقْ.
××××××
لا تكوني حاجزًا بيْني وبيْن الشّجر الواقفِ مُذْ عَانـقَ
أمْطارًا وصَحْوًا وسرابًا في انتظاري
يَتُها السّابحةُ الحمْراءُ والصّفْراءُ يا سافِرةً
حَدَّ التّعَرّي
فاكمِلي سيْركِ في خطّ مداريٍّ
إلى أنْ تسْتقَِرّي!
××××××
كمْ سحاب مرّ فاشتاقتْ إلى أدْمُعِه الوِدْتانُ
واشْتاقتْ حقولٌ ومزارعْ
قَبْلَ أنْ يرحَل أوْ يُصبح في صمْتٍ غمامًا أو بُخَارْ
وعلى البرْق الذي يخْشاكِ أنْ يُومض في ليْلٍ
لأنّ الليْلَ لا يُخفي ومِيضَهْ
ولأَنّ الأرضَ إنْ ألْهَبْتِها صارتْ مريضهْ
××××××
أنّني أبْحث عن أغْنِيّةٍ تُلْقِي على نفْسي السّلامْ
كي أراها تغزِل الفكرة مثل الصُّوفِ في المغْزَلِ علِّي
عندما أُمْسِكُ خيْطَ اللفظِ لا أُخْطِئُْ فِي
إدْخَالِ ذاك الخيْطِ في عيْن الكلامْ
ثمّ أنّي
لا أُرِيد الشّمش شُرْطِيًّا
ولكنّي أُحبّ الشّمْس تجْري
مثْلَ طفْلٍ فِي طَريقي
ولها ضحْكتها الكبري
هِيَ الدِّفْءُ الذِي يسْري بِلُطْفٍ في عُروقي
××××××
هلْ جديدٌ تحْتَ ما يجعلُها العالِيةَ الشّمّاءَ
والضَّاحكةَ الشّقراءَ والصّدْرَ الفَسِيحْ
عندما تُشْرق بعد الفجْرِ فِي مَرْآى إلى كَوْنٍ فسِيحْ
وَيَوَدّ العُشْبُ والأزهارُ والأطَيارُ أنْ لا
يتجَلّى قُرْصَها
حَاملاً إصْرًا عليْها
وإليْها
تتشهّلى الفرَح الدائمَ توْقًا للحياةْ
وَصفاءِ الضَّحكاتْ

المتلوي في 13 جوان 2023

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى