نجلاء فتحي - دقات علي الباب

سمعت وقع أقدام بالخارج في حديقة منزلها.. الصوت يقترب أكثر.. يفضحه صوت تكسر أوراق شجر الخريف الساقطة علي الأرض.. لم تدر ماذا تفعل فهي بمفردها.. من سيأتيها في هذا الوقت المتأخر من الليل..
الصوت يقترب.. يخترق الصمت.. ماذا سيفعل بها هذا القادم؟ وكيف ستواجهه؟ أخذت تفكر وتحدث نفسها لابد أن أتعامل معه وأدافع عن نفسي.. لن أختبئ سأمسك بعصا غليظة وأنتظر حتي يدخل ثم أهوي بها علي رأسه..
الصوت توقف أمام بابها وتحول إلي دقات عليه.. تعجبت وتساءلت من سيأتي الآن ؟ لكنها شعرت بالطمأنينة فإن كان يريد بها سوءا لن يطرق الباب..
بصوت متهدج مرتعش تساءلت »مين»‬؟
لم تأتها أية إجابة ..كررت سؤالها وكرر الصمت إجابته.
بخطوات حذرة اقتربت من النافذة.. نظرت إلي الخارج.. لم تر شيئا.. أمعنت النظر لم تر سوي الظلام.. الآن فقط تذكرت هذا الحادث المشئوم الذي أظلم عينيها وكل شيء حولها.. خرجت منها تنهيدة اعتصرت صدرها كأنها تلفظ أنفاسها الأخيرة.. سكن كل شيء ولم يبق سوي صوت حفيف الشجر.


* عن اخبار الادب المصرية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى