أحمد آدم - بانوراما الدم..

الرياح بلا بذور.. تلف الرمال، استغرقتني هواجس
الصحراء/ والافق وحشي/ استفاضت وحشته صورا
مخبوءة وراء الشموس،
هذا مروري، وترحالي عتيق..
الارض بللتني بالتذكر/ يمرق الرمل في جرحي فأكبته،
واكتب الافق نجيمات من الرؤيا..
اعبر وجهي المحاط بالحوافر المليئة بالفراغ..
والسماء فاتها وقت المطر..
افقت. والجثث استحضرت اسئلتي/ غطت مساحة حيرتي
باطراف الخطى المطلة على نظري..
انتشرت الجثث هابطة وصاعدة وارتمت في لحظة،
استعاد الجرح ذاكرة الظما.. وفي اوج اقترابها من رقص القبائل وابتداء الدماء،
تقافزت في ذاكرتي اشتباكات الحصار،
واندلعت اجنحة الندى للتذكر السخي..
بمرآي شاهدت الخطى وهي تنصت للارصفة،
يستألف خيط الشمس حجر النهر، والطيور غادرت المكان..
تراجعت من فضائح رحلت عن عري الضحى،
والحمائم تهجر الوانها، وقد استوى الدمع قطيفة على
المآذن المستقام لها الزهو..
والانانية اتلفت روعة الافق/ هبطت ناثرة يباسها خيانة
وقبورا - ايتها الانانية - ايها الاختراع الموبق -
وجوه يستجلي رماد عيونها بالمواويل،
تسيح في كثافة الليل المقيد بايقاع المراثي.
فلماذا لا قبر ولا طقس استوطنا مراسيم البكاء؟
انتشر الغليان في جسدي/ واجزائي انكسرت،
تجرحها قيامة الفصول..
وابتدأت تهوي خطوط احتمالي..
تفتح شهوة الروح الى امس من رمال،
روح مقطوع الرأس..
مرح سمج وجراحات امتلأت في الزوايا..
تشارك مجد الفوضى وحضور الانقسام..
ورأيته..
يسير القوافل نحو بهجة المراثي،
بصمت دامس يلقن القباب،
يفتح الابواب عن رعدة الخوف/ يبعثر السقوط
ورأيت شرا شديدا تحت الشمس يتبعه،
تدلى فيض السحر على الارض/ علت غمامة سوداء
في الافق المؤجل،
ارعدت زوابع من طين عميق، اسماء تلاحقها الرياح
التهبت الارض، وتبرق نسج امطارها اقصى السماوات..
واحالت كل شيء الى ظلمة،
تحطمت احداق الصواعق على خطى الشاطىء..
شر شديد تحت الشمس رأيت..
منفاه المياه التي تغرق ونوره يستطيل،
يمتد الى النهايات المقدسة..
وجهه كوكب يكشف حزن مدينة متربة،
له الكون المتهدل بالندى وروائح الورد المبلل بالحناء..
والقبائل تساقطت واحدة تلو الاخرى..
يترافد مكرها وتعتلك دخول الوقت،
تلاقحت بالهجوم على السنابل،
في منابتها كانت تحوك النهارات عصفا..
واحلامها اشباح رخيصة..
لعل الضياء الذي تعمد بين يديها،
افرغ المدى..
في مآذن مشدودة للسلام.
أعلى