منى وفيق - الخوارزمي باحثا عن صفره

هاربا من صفر و حقيبة أرقام يركب التاكسي .. هل تكون مشكلته مع الصفر وحده أم مع الأرقام جميعها؟! تبا للصفر ترَهَّل على روحه.. كم هو مغناج لا يطاوعه.. لِم خذله المنبه و لم يعد لساعة الصفر هذا الصباح .؟! ليس عليه أن يتذمر فتأخره عن العمل كان الضريبة الأنسب لاستمتاعه بالحلم و النوم..هل لمثله من الموظفين الفقراء حق في النوم و الحلم بغير الكوابيس؟!لن يكون الأمر كذلك مع وجود رئيس عمل فظّ موهوب في كيل الشتائم و الوعيد!
ثم متى كان مزاجه جيدا ليكون كذلك اليوم؟!
عيناه تتنقلان بين الحاسب الآلي للتاكسي و ساعته..عادة هما تكونان مثبثين عن كره و قرف على الأرقام كبيرة لا صغيرة.. الأرقام مراوغة كحديث سائق التاكسي..يحكي له أحجيات تتكرر عن الحياة و الموت و الزواج و العمل .. كان يدرك أن السائق لا يروم من وراء ذلك غير شد انتباهه عن الطريق التي سلكها، قد اختارها أطول حتى تزداد قيمة أجرة التاكسي . لم يكن مغفلا لكنه كان يحب أن يتغابى ، ذاك كان يُشعِره بلذة لها رهبة ..كان إحساس القوي العارف بكل شيء. الحاسب الآلي للتاكسي يجاري الزمن في سباق محموم.يتوقف سائق التاكسي عند إشارة مرور حمراء متأفّفا.الحاسب الآلي للتاكسي وصل لرقم كبير
..و عقارب الساعة يلذغها الوقت ..تغويها الأرقام الكبيرة.. و الصفر خدر ..أيكون مهموما مثله؟!
تحركت سيارة التاكسي مجددا لكنها توقفت..ليست إشارة مرور بل هو الراكب ..قد قاطع السائق حازما " هيا بنا إلى أقرب مركز للشرطة فلن أدفع لك أجرتك مادام الخوارزمي لم يأتني باحثا عن صفره!



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى