عبدالعزيز حجاج - رسالة فلسطينية

غُضوا الطرف
سادة الملح
حراس البوح
السابقون منكم
واللاحقون
المنبطحون
ومن على هاماتنا
واقفون

غضوا الطرف
حكام الغفلة
زعماء الندبة
المُوَرثون بحكاية
لا يصدقها أغبى
الأغبياء
المنتخبون بنسبةٍ
لم يحرزها حتى الأنبياء

غضوا الطرف
أطفال من الجنين
يقتحمون مجمَعَكم
الهجين
على الكثف بندقية
ينتعلون غمامًا
وفوق الرأس
إكليلا من الأحلام

غضوا البصر
والبصيرة
قادة الذُّبر
حكام الوبر

من استرق النظر
لأم جنوبية
وهي تقضم عجْزكم
حجرا
ضفائرها
مدنٌ
وأهداب صغارها
المتاريس
والصمود؟

من استرق النظر
وهي عاكفة
أصابته الصاعقة
لا لتطمئن القلوب
بل ليُذهب الله
يا ألله
ما رأى
وما سيرى
وحتى ما تخيل؟

لا إبَّانًا
ولا مكانا
في بلد العاشقين
لمن تخاذل
ابتعدوا
وابتعدوا
من ليلنا لا تقتربوا
إن على صدر الحبيب
وشوش وبكى
ولا من صبحنا
إن حاول الابتسام

قربكم
يصيب يومنا
بالغثيان
ابتعدوا
وابتعدوا
يا ضباع الخرافات
أشجارنا التي أزهرت
رغم القحط والجرّافات
وبراعمنا المنبثقة
من تحت الأحذية العاتية
تحبس أريجها
بين دهاليز الغصون
إن حلّت غيومكم
المازنة
فأمطاركم علينا
قاحلة
نَداكم جدب
وربيعكم صحراء غاشمة
انصرفوا
ثم انصرفوا
عن موتانا
لاتقتربوا
فصلاتكم تكفير ...
دموعكم تحقير
ومراثيكم شماتة

ومن زرتموه
صار منبوذًا

ما سألناكم
عزاء
ولا وِصالاَ
فقط عنا
ابتعدوا

***

آن الأوان
لنفض هذه الشراكة
... ما اخترناها
قدر هي
خُطّ بالدم والمكان
في تاريخ من ندم

هي عهود
جاءنا النخيل فيها باكيا
فصدقناه
هي شراكة
لكم فيها أمجاد
وحريم
وأعياد عل طول السنين
ولنا فيها
العنبَ لمّا اغترب
البحرَ حين نضب
لكم نيران الخُطب
وشهداؤنا الموقدَ
والحطبْ

****

آن الأوان
ليأخذ كل متاعه
حمِّلوا بعيركم
سندس الخيانات
سبايا الهزائم
وإياكم أن تنسوا
جنودكم البواسل
في قمع أطفال المدارس
في خنق شدو
النوارس
حاذيكم جاسوس
والناي نعيق

***

بكت المساجد
وترملت الأجراس
هذا الشهيد
ابن الشهيد
جد الشهيد
يرفض مثواه
إن كنتم مشيعين
أمامكم العراء...
الضباع والغربان
ولا لحد
من طنجة إلى عمان

***

تشمّرت غزالة القدس
بحزام عشق
وديناميت
وعلى نهدين أجمل
من ضحكة طفلين
رسمت وجه الوطن
كحلت عينيها العسليتين
بماء قداّس
وعود زعتر
وبأصابع منتشية
وضعت أحمرا
على الشفتين
من تربة البيت العتيق
ذاك الذي نسفوا ...
حنّت شعرها الحزين
وقالت أمي
سيأتي الخُطاب
الليلة
ومضت
انفجر الغضب
الجميل
فوجدوا وصية
تحية للأم الحزينة
سلاما للشفق والمطر
قبلة لأشجار الزيتون
وكلمة أخيرة
عانس أمي
أوصيك أختي الصغيرة
ولا عريسا
من صلب هذه الأمة
....الخنوعة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى