إيمان نجاح العبيدي - للنصيب كلمة.. قصة قصيرة (2-2)

مر شهر ورشا منقطعة عن الدوام في الجامعة وتخضع للعلاج الفيزيائي حينها تمكنت من النهوض إلا أنها لا زلت عاجزة عن الجلوس والاستلقاء على ظهرها فرح علي فرحاً كبيراً ؛ لنهوض رشا ووقوفها حتى انه أقام حفل في ذلك اليوم الذي رأها فيه تستقبله مشياً على الأقدام لم يتمالك علي نفسه حين رأها وهي تمشي فضمها إليه أمام أنظار جميع عائلتها الذين كانوا ينتظرون حضوره بحماس كي يروا ردة فعله وهم يفاجئونه برشا وهي تستقبله مشياً على الأقدام بعد أن كانت عاجزة عن الحركة كما لم تستطع النوم إلا على المهدئات من شدة الألم الذي كان يصرخ في ظهرها..



عاد علي إلى المنزل وأخبر عائلته فرحت نور كثيراً لسماعها الخبر إلا أن والدته لا يبدو أن الخبر كان يعنيها حتى انه لم يؤثر بها وظلت مصرة على رأيها أن رشا لا تصلح أن تكون زوجة بعد اليوم وان تحسنت حالتها لم تعد كما كانت سابقاً بل زاد من إلحاحها على علي؛ كي يفسخ الخطوبة فالوقت صار مناسباً لذلك من وجهة نظرها (بما أنها تحسنت قليلا وعاودت تمشي على قدميها كي لا يقال عنك انك تركتها وهي في أسواً حالاتها.. ).



ما قالته لولدها علي بعد أن أخبرها أن رشا قد تحسنت حالتها وعاودت تمشي على قدميها في أحد الأيام جاءت رشا مع علي لزيارتهم استقبلتها نور بحرارة إلا أنها لم تر عمتها والدة علي في استقبالها وبعد أن سألت عنها أجابتها نور أنها نائمة وفي الحقيقة هي من رفضت استقبالها جلست نور ورشا وعلي في الصالة تتناول الثلاثة القهوة ويتبادلون أطراف الحديث حينها نزلت والدة علي من الطابق العلوي وهي تمسك بيدها ضهرها وقد بدا عليها أنها تتألم وهي تحدث نفسها بصوت عال قائلة :



آه.. . يا الهي كم هو متعب صعود الدرج و نزوله..



سمع الثلاثة حديثها حينها نهضت نور واتجهت نحوها وهي تقول – محق ظهرك يا أمي فانتي تمضين معظم الوقت تعملين في المنزل إن لم يكن هنالك أي عمل تخترعين لنفسك أعمل تجهدين نفسك بها كفي عنكِ كل هذا وارتاحي وأنا سأقوم بكل شيء فقالت لها بعد أن القت التحية على رشا وجلست – وغداً من سيقوم بكل هذه الأعمال بعد أن تتزوجي يبدو أنني سأقضي عمري بأكمله أخدم في هذا المنزل قالتها وهي تنظر إلى رشا التي ابتسمت لها هي الأخرى وقالت :



أنا إين ذهبت بالتأكيد لن أترككِ وسأساعدك في تدبير جميع الأعمال ابتسمت نور التي كانت تنوي أن تقول شيئاً لو لا أن والدتها سبقتها فوجهت سؤالها إلى رشا – هل بإمكانك عمل شيء؟ لم تفهم رشا في بادي الأمر ما كانت تقصده عمتها إلا بعد وضحت لها ذلك – أقصد لا يمكنك أن تقومي باي عمل شاق أو تحملي شيئاً ثقيلاً كيف سيكون بإمكانك القيام بتدبير كل هذه الأعمال المنزلية من تنظيف وطبخ أضافة إلى مسؤولياتك اتجاه زوجك والأطفال لا أظن انك قادرة قالت ذلك بلهجة بدت بها عدم قناعتها من كفاءة رشا التي ارتسم على محياها كل معالم الحزن..



عندما عادت رشا مع علي إلى المنزل الذي شعر بكم الحزن الذي تملكها في الطريق أعتذر منها على تصرف والدته؛ لأنه شعر أنه لا يخلو من التجريح لم تقل رشا شيئاً حينها أكتفت بالصمت وبعد مرور أسبوعين اتصلت رشا بعلي وأخبرته أنها قررت فسخ الخطوبة صدم قرار رشا علي كثيراً حين سمعها بقي صامتاً قليلاً بعد أن أغلقت رشا الهاتف ذهب إلى غرفة شقيقته نور وأخبرها بقرار رشا أتصلت نور برشا إلا أنها لم ترد على مكالمتها مما زاد في قلقهما فركب الأثنان معاً السيارة وذهبا إلى رشا بعد أن ارسل لها علي رسالة أخبرها انه في طريقه ونور إليها وعندما وصل علي ونور وجدا رشا و والدتها واقفتان معاً أمام باب المنزل تنتظران قدومهما وقبل أن ينزلان من السيارة رمت رشا خاتم الخطوبة إليه وهو جالس في السيارة عندما فتح الباب وقالت :



خذ يا علي هذا الخاتم الذي أحضرته لي ثم ناولته والدتها كل الهدايا التي احضرها لها ودخلتا إلى المنزل وأوصدتا خلفيهما الباب دون أن تقولا شيئاً صدم علي كثيراً حوالي النصف ساعة لم يتمكن من قيادتها ورشا واقفة أمام نافذة غرفتها في الطابق العلوي كأنها حمامة مصلوبة أمام الشباك تنظر إليه من الأعلى بينما كانت نور جالسة بجانبه تتكلم معه تحاول تهدئته وتقنعه أن الأمر لم ينتهي بعد وعليه أن لا يتوتر كثيراً بإمكانهما أيجاد طريقة ما لحل الموضوع بعد أن يعرفان السبب الذي دفع رشا ووالدتها إلى فعل هذا كله..



مر شهر على الحادثة أجل علي فيه الحديث في الأمر كان يريد أن تهدأ الأمور اكثر وبعدها سيبحث في الموضوع وسيحاول معرفة الأمر الذي دفع رشا كي تفسخ الخطوبة وسيحل الأمر رغم محاولات نور أن يستعجل بالأمر وان لا يتأخر أكثر من شهر..



لم ينته الشهر بعد حتى حظرت نور إلى علي وأخبرته أنها اتصلت برنا شقيقة رشا التي أخبرتها بالأمر الذي دفع رشا إلى فسخ الخطوبة والسبب في ذلك هي والدتها التي تحدثت مع أحدى السيدات في احدى المناسبات عن ولدها علي وانها تريد فسخ الخطوبة وان رشا الآن عاجزة ولا يمكنها أن تحتمل المسؤوليات الزوجية دون أن تعلم أن والدة رشا كانت قريبة منها وانها سمعت كل ما قالته لتلك السيدة لذا قررت أن تفسخ هي الخطوبة وتبعد ابنتها عن علي اتصل علي برشا وجد أن هاتفها مغلق مر أسبوع وهو يحاول الاتصال بها وجهازها لم يزل مغلقاً فقرر أن يذهب إليها في المنزل في الطريق صادفه موكب زفاف وعندما وصل المنزل سأل عن رشا فأخبروه أن رشا كانت العروس في موكب الزفاف الذي صادفه في الطريق.. .



إيمان نجاح – بغداد



* عن الزمان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى