علجية عيش - لحظة بوح مع الكاتبة ليلى تباني



أكتب بمنظار فلسفي و "أكسير الحياة" كتابي الأول سيصدر قريبا

ترى الكاتبة ليلى تباني أن ثورتنا المقبلة هي كيف نغير هذه الجماجم المتحجرة و عاداتنا البالية، وتعتبر ليلي تباني هذه الثورة هي التنوير الحقيقي الذي ننشده في العالم لإسعاد البشرية في العالم كله، و ترى ليل تباني أنه لا بد أن تعيش المرأة حريتها و لا تتأثر بالمحيط الخارجي، في هذه الدردشة القصيرة سلطت ليلى تباني الضوء على كثير من المسائل المبهمة أو التي تشكل "طابو" إن صح القول في مجال الكتابة و التعليم مقدمة رؤيتها أكثر لواقع المنظومة التربوية في الجزائر بحكم مهنتها كمفتشة تربوية، أول لقاء لي بليلى تباني كان في معرض كتاب ( بيع بالتوقيع) نظمته الإقامة الجامعية ذكور بجامعة صالح بوبنيدر و كانت برفقة ابنتها و كانت زهرة زينت المكان، و اليوم ألتقي معه في فضاء الأنطولوجيا فكانت لحظة بوح و ما أجملها من لحظة

كمفتشة تربوية كيف تقيمين المنظومة التربوية في الجزائر؟
منظومتنا التربوية مهترئة جدا و مثقلة بتراكمات و الأسباب تتعلق بعدم اكتمال مشاريع و مناهج لا تتوافق مع معطيات المجتمع و العصر الذي نعيشه ، فالتلميذ مثلا في عصر الذكاء الإصطناعي لا يجد نفسه مع محتوى المناهج، كاهله مثقل بكمٍّ من الدروس تقدم له في زمن محدد و بالتالي لا يستوعب كل المعارف و لا يستطيع أن يبني كفاءة في ظرف وجيز، لابد أن تكون الدروس في مستوى التلميذ، كذلك غياب الوسائل و انعدام التجهيزات من كراسي و طاولات و هذه مسؤولية تتحملها البلديات، ثم لا ننسى غياب التكوين المتواصل للمعلم و الأستاذ و غياب التخصصات ، فالبعض يجهلون طرق التعامل مع التلميذ و بالأخص المراهق، إلا أننا نسعى للخروج من النمطية و من التقليد الى التجديد، و المعاملة مع المعلم أو الأستاذ هي مرافقة و توجيه و تكوين و تأطير بصفة عامة، حتى نخرج من الصورة التي رسمها المفتش التقليدي منذ الأحادية حتى اليوم، في تلك الفترة كان المعلم أو الأستاذ محاصر ا و مقيدا لدرجة أنه يرتعش عندما يحضر المفتش في حصّته و لا يتلقى الجديد، فالمفتش الكلاسيكي يركز على الوثائق و الشكل و لا يركز على التلميذ و راحة المعلم، لأنه مقيد بتعليمات، عن نفسي لا أحب التسلط بحكم أني متساهلة خارج الإطار البيداغوجي آخذ بيدهم و آتي لهم بالجديد و أحاول تذليل لهم الصعوبات التي تواجه سبيلهم.

ربما هي الأسباب التي تدفع بالتلميذ اللجوء الى الدروس الخصوصية؟

المسألة تتعلق بالأسلوب المناسب للتدريس، فما يقدم للتلميذ في حصة الدرس قد يختلف عما يتلقاه التلميذ في الدروس الخصوصية التي اصبحت خطرا يداهم المجتمع.

ألا تلاحظين أن التكنولوجيا لها تأثير سلبي على التلميذ، لأنه اصبح مستهلكا للمعرفة دون أن يجتهد لإكتسابها؟

التكنولوجيا سلاح ذو حدين، فهي تفيد و تنفع إذا أحسنا استعمالها بالرقابة و الترشيد، و هي تضر و تهلك إذا تركنا الحبل على الغارب خاصة مع ظهور بعض التطبيقات على مواقع التواصل الإجتماعي الـ: التيك توك مثلا فهو مفسدة للفكر و للأخلاق، فجيل اليوم نراه يمارس التفاهة و مالك بن نبي تحدث عن إفساد النهضات بإنتاج إنسان النصف و نحن نعاني من نفس المشكل، نحن في إنتاج الربع و الثمن و الإنسان السلبي و التكنولوجيا أنتجت لنا الإنسان التافه

لنعد إلى عالم الكتابة، كيف توفق ليلى تباني بين العمل و الكتابة؟ و ما هو أفضل وقت تفضلينه للكتابة

لا أرى الكتابة هواية زائدة، بل هي جزء من كياني لو أتوقف عن القراءة يوما أو لا أكتب عبارة أو جملة، لا يحسب من عمري، فكما السمكة لا تفارق الماء ، لا يفارقني القلم حتى و أنا داخل المطبخ، أعشق القراءة و في كل المجالات و خاصة المجال الفلسفي، أما الوقت أفضل الليل أجد فيه الراحة و السكون، في الليل تلتقي مع نفسك أكثر، تسامرينها ، تعانقينها و كأنك تعانقين النجوم في السماء

لماذا المجال الفلسفي بالذات؟

هو اختصاصي بحكم أني خريجة قسم الفلسفة بجامعة قسنطينة سنة 1996 ، مارست التدريس لفترة و الآن مفتشة تربية في الطور الابتدائي

هل هذا يعبر عن ميولك للتيار التنويري؟

تقريبا، في قراءتي للكتب تأثرت كثيرا بفولتير و مالك بن نبيو غيرهم و الكاتب في نظري هو مجرد مرآة للمجتمع

كيف تقيم ليلى تباني الكتابة النسوية في الجزائر؟

اسلوب الكتابة النسوية في الجزائر يختلف من امرأة لأخرى فنادية نواصر مثلا لها أسلوب عميق محفز على الشعر الثوري و في رسائلها الى بن مهيدي و بوحيرد نلمس القيم الإنسانية الجميلة

ذكرت هنا الشعر الثوري، هناك القليل فقط من يمارس الكتابة الثورية، في رأيك ماهي اسباب تغييب هذا النوع من الكتابات؟

الكتابة الثورية هي أهم ما ينبغي كتابته لكن هناك ما يعرف بالوسطية و النصفية، و هي إحدى مشكلات الفرد العربي ، فهو يفهم الوسطية مفهوما نصفيا، لكن في الحقيقة الوسطية تختلف عن النصفية لأنه اختار انصاف الأشياء، فالإنسان لما دعا الى الوسطية ليس لكي يكون سلبيا و أن لا يكمل الطريق أو إنجاز الأشياء، إنما الوسطية هي ان يتخذ القرارات المناسبة و يتوخى التوسط بين التشدد و الاعتدال او التساهل.

ماذا عن مشاريعك المستقبلية؟
أنا بصدد إنجاز كتاب بعنوان " أكسير الحياة" يعتبر اول مولود لي أدخل به عالم التأليف سيصدر قريبا و هو يتحدث عن دور الفلسفة في الحياة الإنسان وكيف نؤثر إيجابيا و براغماتيا في حياة الإنسان و كيف نخرج في الفلسفة من العبثية الى التغيير، أي نعي الفكرة الفلسفية فنغير و ندرك قيم و معنى الوجود و الآدمية، و الكتاب الثاني في النقد الفلسفي الأدبي.

كلمة أخيرة : شكرا للأنطولوجيا التي استضافتني في فضائها و لكل من منحني وقته للإلتهامي حروفي




بطاقة تعريف بالكاتبة

ليلى تباني متزوجة، كاتبة مقالات ، خريجة قسم الفلسفة من جامعة قسنطينة سنة 1996 ، تعمل حاليا مفتشة تربوية بالطور الابتدائي،، رغم ظروفها كربّة بيت رفعت التحدي لتترك بصمتها في كل محطات الكتابة، تسعى إلى التألق في فضاء الإبداع ، يبدو عليها الطموح من أجل الارتقاء و بلوغ التميّز و أن تحمل في المستقبل صفة أديبة.

التقت بها علجية عيش
  • Like
التفاعلات: نقوس المهدي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى