محمد عمّار شعابنية - كُلُّ الدَّراويـــش قدْ عــادُوا من المنفـي

إلى العزيز إلمبدع الكبير إبراهيم درغوثي شفاه الله


كُـلُّ الـــدَّراويـــشِ قـد عــادُوا مـن المَـنْـــفـــي
هُــمُــو المِـــئـاتُ وقَــدْ أحْــصـيْــتُـهُــمْ ألْـــفَـــــا
يـمْــشُــونَ فَــوْقَ ظِــــلالِ المــاء يَـــحْــمِــلُـهُمْ
شَـوْقٌ إلـى سَــلْــسَـبــيــل الـضَّــوْءِ قـدْ شَـــفَّ
فـافْـتَـحْ لـهُـمْ بَـيْــتَـكَ الـمَــصْــنُــوعَ مِــنْ كـــرَمٍ
فـأنْـــتَ فـــي كُـــلِّ آنٍ تُـــكْـــرِمُ الــضَّـــــيْـــــــــفَ
وَهُــمْ إلـى حَــرْفِـــكَ الـــوَضَّــاءِ فــي عَـــطَــشٍ
والــنّـفْــسُ تَـخْـجَـلُ إنْ لــمْ تَــرْفِـــــعْ الــــحَــــرْفً
وَكَــمْ تَــجَــوعُ فـــلا تَــقْــــتَـــاتُ وَهْـــيَ إلــــــــى
مَــا حَــوْلْـهَــأ أبَــدًا لَـــنْ تَـــبْــسـِــطَ الـــــــكَـــــــفَّ
حــتّــى تَــــــرَى دَوْلَــــــــةَ الإبْــــدَاعِ قَـائِــــمَـــــــــةً
نَـهْـرَانٍ قَــدْ جََـرَيـــا فـــــيــهـــــا ومَـــا جَـــــــفَّــــــا
يــا مَـنْ تَـقَــمّــصْــتَ أوْجَـــاعَ الـعِــبَـأد فَـــمَـــــــا
أطَـلَـقْــــــتَ فَــي لَفْــتَــــــةٍ أوْ هَـــمْــسَـــةٍ أُفَّـــــا
خَـلْـفَ السَّــرابِ ..قـلـيـلاً كُـــنْْــــتَ مُـــرْتَـبِــكًــــــا
ولَـمْ تُــهَـــــادِنْ سَــــرَابًــــا حَـــــوْلَـــلَــكَ إلْـــتَــــفَّ
فـاسْــقِ الإَحِـــبّـــة .. أنـتَ الآن فــي عَـــطَـــــشٍ
كَــمَــــــا هَـــــــزَارٍ بِــقَـــــفْــــر كَـــابَــد الـصَّـــيْـــفَ
إنَّ القِــيَـــامَـــــةَ قَـدْ قــامَــــــتْ وأنْـــتَ تَـــــــــرَى
أشْــــراطَــهَـا تـــحْــمِــلُ الـوَيْــــلاتِ والــــخَــــوْفَ
وكُـنْـتَ حَــذَّرْتَ مِــنْــهـا كُـــلَّ ذَي دعَـــــــــــــــــــــةٍ
فـارْتَــجَّ فــي عُـنْــفِـــهـــا مَــنْ أدْمَـــنُـــوا الـعُــنْفَ
يــا عَــاشِــقَ الــسِّـــلْــمِ إنَّ الـحََـــرْبَ قــائِـمَــــــــــةٌ
تَــوَدُّ لَـــوْ قَــصَــفَــــتْ أعْــــمَـــارَنَـــــا قَــــصْـــــفَــــا
وفــي الـجَــحِــــيـــمْ كـــلابٌ .. إنَّـــهَــــــــا بَـــشَـــــــرٌ
للْــنَّــهْــشِ طَــابُــورُهــــا يــا صَــاحِـبِــي اصْـطَفَّ
يـا صَــاحِــبَ الـسِّــتْـــرِ ذِي أسْـــرارُكَ انْـكَـــشفَتْ
ومَـا لِـــسِـــــرّكَ عُـــذْرٌ عِـــنْـــدَمَـــــا يَـــخْــــفَــــــــى
حَـــــرَّرْتَ مِــنْــــه يَــــراعَ الـبـــوحِ ، وَا أمَــــــلـــــي
لَـيْــتَ الــيََََـــراعَ يُـــرِيـــــحُ الـسَّــــيْـــفَ والـرّمْــــــحَ
ولَـيْـتَ أرْضًـــا مِــيَــاهُ الـعُـــمْــــرِ تُـــمْـــطِــــرُهَــــا
إذا رَبـــــــأ زَرْعُــــهَــــــا لا تَـحْــصـــــــدُ الـعُــــــنْـــــفَ
ولَــيْــسَ لـي عَـنْــكَ مَــا أُخْـــفِـــيــه مِــنْ زَمَـــــنِ
فـأنْــتَ تَـعْــرِفُـــنِي لَـــمْ أحْــــتَـــرِقْ زَيْـفَـــــــــــــــــا
كَمْ صــاحِــب لَـكَ ؟.. إنّـي لَــسْــتُ أحْــسِـــدُهُمْ
فَـهُـمْ كَــثِــيــرٌ .. وَهُــمْ قَـــدْ أصْـبَـــحُـوا حِــــلْــفَــــا
لأنّـــهُـــــمْ مِـــــنْ زَمَـــــــانٍ كَــــــانَ يَــجْـــمَــــعُــهُـمْ
حُــلْــــوُ الـكَـــــلامْ ، وَمُــــــــــرٌّ حَـــوْلَــــنَـــا الْـــتَـــــفَّ
كَـانَّ نَـــبْــضَـــةَ عِــــــشْــقٍ بَــيْــنَــنَـا انْـــشَـــطَـــرتْ
الــنُّـــصْـفُ لِـــي وَتَــبَــنَّـى قَـــلْـــبُـــكَ الـنُّــــصْـــفَ
وااـــذِّكْـــرَاتُ الـتِـــي مَـــــّرّت وهَــــا رَجَــــــعَـــــتْ
تَــجُـــولُ فــي الــبَـالِ تَـــطْـوِي الشّـتْـوَ والصَّيْفَ
لَــنَـــا حَــــلَاوَتَــهَـــــــا بَـــل فِــــــي شَـــقَـــاوَتْـــهــــــا
مَــا يَــجْـــعَــلُ الكَــــمَّ فِـــي أحْـــدَ1اثِــــنَــا كَـــيْـــفَ
وكَــمْ رَكَـبْـــنَـــــا ذُرَى الأوْراسِ فــــــي شَــــغَـــــفٍ
تَـــــــجِــــــرِي إلـــــى بَـــلَـــدٍ كَــمْ قَـــاوَم الـحًــــيْــــفَ
إلــى الـجَــــزائـــرِ فـــي أمْـــجَـــــــادِهَـــــــا قَـمَـــــرُ
قــدْ طَارَد النَّـوْم فـــي لـــيْــــلٍ ومَــــــا أغْــــفَـــــــا
وذَاتَ عَــــــــشْــــــــــرْيَّــــــــةٍ سَـــــــــوْدَاءَ عَـايَـشَهـا
بَــــــشّــــــارُ يَـوْمًــا وجَـــفْـــنُ الـحَــتْـــفِ قَــــدْ رَفَّ
لَـمّــــا وَضَـعْـنَــــا عَــلَــى ذاكَ الثّّّـــرى قَــــدَمًــــــا
كُــــــنَّـــا نُــــرَاوِغُ كَـــــــي لا نَـــــقْــــــرَبَ الحَــــتْــــــفَ
وَفــي بِــلادِك .. بَـلْ قَـدْ قُـلْـــتُ فِــــي بَــلَـــــــدي
أقِـــــدَامُــنا وَطَـــــــأتْ صَــــــــخْــرا ولـم تَــــــحْـــــفَ
قُـــلْــنَـــــا أَيَـا أيُّــــهَـــــــا الإِبْــــدَاعُ دُمْــــتَ بِــــنَــــــــا
تَجُــــرِي ، وحِـيــــنَ رَفَضْـــنَـا الــعَـــوْدَ والـــخَـــلْـــفَ
صِــــرْنَـــــا نُـعَــــــتِّــــقُ خَـــمْــرَ الـحِــــبْــــرِ فــــي وَرَقٍ
وَأنْــتَ تَـقْــطِــفُ تُــفَّـــاحَ الـهَــــــوَى قَــطْــــفَــــــــــا
يـا مُـــهْـــجَـــتـــي وَوَرِيــــــدِي احْـــــتِـــدَادُ دَمِــــــــــي
هَـا أنَّ جِــسْـــمَــكَ مَــوْصُــــولٌ بِــمُـسْــــتَـــــشْــفــى
وَلَــــمْ يَـــنَــــمْ لــــــحْــــظَــــــــةً إِلاَّ عَـــــلــــي وَجَــــــــعٍ
كَـــأنّ فِـــــي جَــــسَـــــدِي مِـــمَّـــا جَــــرَى كِـــسْـــفَـــــا
وَلَــــيْـــسَ لِــي غَـيْــــرُ عَـجْــــزٍ لا يُـــنَــاسِـــبُـــنِـــــــــــي
ولا تُــــــطَــــــاوِعُـــــنِـــي سِـــــيــــــنٌ ولا سَـــــــــــــــوْفَ
لَـــــكِــــــنَّ لِــــــي ثِــــــقَـــــــةٌ فـــــي الله فَــهْــــــو إلــــي
مَــا يُـــرْتَــجَـى لَـــكَ يُــلْــقِـــي اللُّــطْــــفَ كَـيْ تشْـفَـى

محمد عمّار شعابنية

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى