محمد الدولتلي - ظِلّ رَجُلّ

لَا َتّعّلَمْ لِمَ طَافَتْ بَخَيَالِهَا الْأَفْكَارُ هَذِهِ اَلْمَرَةِ وَهِيَّ تَنْظُرُ فِي اَلْمِرْآةِ ، لِمَ تَغَيَّرَتْ نَظْرَتَهَا لِنَفْسِهَا وَكِأَّنَهَا تَرَاهَا لِأَّوَّلَ مَرَّةٍ بَعْدَ حَفْلِ زِفَافِ اِلْيَوْمِ اَلْسَابِقِ ، وَهِيَّ مَنْ تَدْخُلُ كُلَ حَفْلٍ يُقِيّمُهُ مَنْ هُمّ لَيّسُوّا مِنْ عَالَمِهَا وَلّا َتشْعُرُ بِشَئٍّ اِلَا شُعُوّرِ مَنْ يُؤَدِّي وَظِيفَتَهُ اَلْمُكْرَهِ عَلِيْهَا كَالْآَلَةِ اَلَّتِي لَا تَمْلِكُ قَلْبَاً يَنْبِضُ بِالْحَيَّاَةِ.
نَظَرَاتُ اَلْحُبِ وَالْغِيرَةِ الَّتِي كَانَتْ تَحّتَوِي عَرُوْسَ اَلْأَمْسِ وَتَسَرْبُلِهَا بَحِّلَةٍ بَهِيَّةٍ مِنْ نُورِ اَلْتَقْدِيرِ اَلَّذِي يَجْعَلُ اَلْأَبْصَارَ لَا تَسْتَطِيعَ أَنْ تَغْفِلَهُ هُوَ مَا جَعَلَهَا لِأَوَّلَ مَرَةٍ فِي حَيَّاتِهَا تَتَسَائَلُ إِنْ كَانَ لَهَا حَقُّ فِي أَنْ يَكُونَ لَهَا آَدَمِيَّةً لَمْ تَعّرِفَ عَنْهَا شَيّئَاً مُنْذُ أَنْ اَبْصَرَتِ اَلْدُنّيَا .
تَمَعَّنَتْ فِي مَلَامِحِ وَجْهِهَا اَلَّذِي لَا يَخّتَلِفُ عَنْ مَلَامِحِ اَلْعَالَمِ اَلْآخَرِ اِلَّذِي لَا َتْنْتَمِي إِلَيْهِ وَاَلَّذِي لَنْ يَقْبَلَ اِنْتِسَابِهَا لَهُ ، فَالْخَوُضُ فِي عِرْضِهَا مُسْتَحَلُّ ، وَضَرْبُ اَلْمَثَلِ بِهَا لِكُلِ رَذِيّلَةٍ أَمْرُّ لَا يَخْدِشُ اَلْضَمَائِرَ ، تَسَائَلَتْ إِنْ كِانَ اَلْقَدَرُ اَلَّذِي أَوّرَثَهَا هَذِهِ اَلْحَيَّاةَ وَاَلَّذِي لَمْ يَتْرُك لَهَا خِيَارَاً بِرَفْضِ ذَلِكَ اَلْوَاقِعَ هُوَ مَنْ يَسْتَحِقُ حِنْقَهَا اَلْوَلِيد .
فَرَضَتْ صُورَةَ صِغَارِهَا اَلْمُلّتَحِمِينَ فِي فَرْشٍ مُتَوَاضِعٍ مُلّتَحِفِينَ بَالْنَوْمِ فِي اَلْمِرّآةِ نَفْسَهَا عَلَي حَدَقَةِ عَيّنِهَا ، هُمْ مَنْ سَيَّرِثُونَ مِنْهَا مِيرِاثَهَا اِلَّذِي وَرِثَتْهُ، وَلَا تَسْتَطِيعُ أَنْ تُغَيِّرَ طَبِيعَتَهُ لَهُمْ لِأَنَّ جَوْعَهُمُ اَلَّذِي لَا يَرّحَمُ لَنْ يَتْرُكَ لَهَا فُرّصَةً لِلْوُقُوفِ وَاَلْتَمَرّدِ ، أَوّ حَتَّي إِطْلَاقِ صَرْخَةِ أِلَمٍ لَعَلَّهَا تُخْرِجُ بَعْضَ اَلْظَلَامِ اَلْكَامِنِ فِي صَدْرِهَا .
نَفَضَتْ مَا يَدُورُ بِرِأّسِهَا قَبْلَ أَنْ يَقْطَعُهَا سَيّفُ اَلْوَقْتِ اَلَّذِي لَا يَرّحَمُ ، بَدَأَتْ تُعَدِلُ مَلَابِسَهَا اَلَّتِي تُعّطِي فُرّصَةً لِعُيُونٍ جَائِعَةٍ وَأَيّدِيٍ شَرِهَةٍ لِتَنَالَ مِنْ حُرّمَةِ جَسَدِهَا مُقَابِلَ مَا تُطْعِمُ بِهَا تِلّكَ اَلْأَفّوَاهِ ، تَدَثَّرَتْ بِعَبَائَتِهَا اَلْسَوْدَاءِ اَلَّتِي تَسْتِرُهَا عَنّ مَنْ لَا يَمّلِكُ ثَمَنَ اِنّتِهَاكِهَا .
ألْقَتْ نَظْرَةً أَخِيرَةً لِتَتَأَكَّدَ مِنْ أَنَّ مَسَاحِيقَ وَجّهِهَا اِسّتَطَاعَتْ إِخْفَاءَ تِلْكَ اَلْكَدّمَةِ تَحّتَ عَيّنِهَا وَاَلَّتِي سَوّفَ تَتَّسِعُ رُقّعَتِهَا عِنّدَ رُجُوعِهَا وَاِغّتِصَابِ بَاقِي اَلّإِيرِادِ اَلَّذِي لَنْ تَسّتَطِيعَ سَتّرَهُ عَنْ مَائِدَةِ اَلْقِمَارِ ذَاتِ كُرّسِيّ اَلْإَقَامَةِ اَلْدَائِمِ لِزَوّجِهَا .
الكاتب /#محمد_الدولتلي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى