منى محمد صالح - مَسَافَتَانُ لِنَافِذَتَيْنِ وقُبْلَتَين!

وتقدَّسَت أسرِّارُ عَيْنَيكِ
تمُوجُ رَاعِشَةً في قَلْبِي
بنيتُ لها بين يديَّ
نَهَرا
وَبُستانا
ونَخْلا
وأُغْنِيَات اسْتَرَاحَتْ بَيْنَا
كحمائِمٍ تهدل على مَهْلٍ
ومازالَ غَنْجُ الحَنِينِ العَالق هُنَاكَ
خجولا في بريقِ عينيكِ
يَستَوطِنُ فرَائِضِي
صَهِيل،
يَسْبِقُ مَعارِجَ المسافَاتِ
وتْسألِيننِي:
مَاذَا فعَلَتَ بِي؟!
آهٍ..
لو تَدْرِينَ..
يا امرأَة
تُوقِظُ في أَعْمَاقِي
كُلَّ بَساتِينِ الجَنَّةِ
وتَركُضَ في أَورِدَتِي
حَافِيَة العَيْنَيْنِ
أَنا تَرَاتِيلُكِ الْمُؤَجَّلَة
رقْصَتُكِ المُشْتَهَاة
صهِيلَ اللُّغَةِ
التي تَرْتَعِشُ في دَمِي
عطرُ خُزَامِي
يأْخُذُني بعِيدًا بعِيدًا
يَستَدِيرُ الْمدَى
وتَبرُقُ بَينِنَا
مَسَافَتَانُ لِنَافِذَتَيْنِ
وقُبْلَتَين
خُذ بِنَاصِيَتي إِليكَ ...
تَقُولِين لي
ويَصْفُو حسنكِ الوهَّاج،
نديّا في قلبي
نَبقَىَ وحِيدِينَ مُتَجَاوِرين
مِثْلَ سِرْبِ المسَاءَاتِ البَعِيدَة
وآخَرُ غَيْمَة نَامَتْ على يَدِي
وأَشَتاقُكِ
في الَّحظَةِ
آلَافُ السَّنَوَاتِ
يا امرأَة
تتيَمَّمُ خُطَى اَلْعُشْبِ في أَنَامِلِهَا
تُرَتِّلُ ارتِعَاشَ تَمَائِمِيِ
مِفتَاحًا لِلبَحرِ
تَغْفُو
على صدْرِهَا أَسْرَارَ كَمَنْجَاتِي
وحْدِكِ...
كُنتِ دائِمًا
امرأَةً عَادِيَّةٍ جِدًّا
تَلتَحِفُ أنفاسِي
أنتِ
نَجْمَتِي الشَّارِدَةَ
وحبيبتي
التِي يُزْهِرُ على شَفَتَيْهَا الرَّبِيع
حَبَق يُورِقُ حِنّاء القصائِد
تُنَادِينِي
طِفْلَ قَلْبِكِ
وأنا الثَمِلُ بكِ
مُنذُ أَنْ أحبْبتِكِ
يَتَماهَى نَهْدُ القَصِيدَةِ في دَمِي
وتُزْهِرُ نُبُوءَاتُ الغِوَايَةِ
فَوَاصِلُ الحُزنِ
والصَّلَوَاتِ
ودهشَةِ
عَينَيكِ

14 أغسطس 2023

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى