داود سلمان الشويلي - بمناسبة يوم الكتاب العالمي:

يقول الشاعرالمتنبي:
أعزُّ مكانٍ في الدُّنى سرجُ سابحٍ = وخير جليسٍ في الزمانِ كتابُ
كان لأبي الحسن الفالي الأديب اللغوي نسخة في غاية الجودة من كتاب الجمهرة لابن دريد دعته الحاجة إلى بيعها ، فاشتراها الشريف المرتضى بستين دينارا ، فلما تصفحها وجد بها أبياتا بخط بائعها :
أنست بها عشرين حولا وبعتها ـ ,,,, ـ لقد طال وجدي بعدها وحنيني
وما كان ظني أنني سأبيعها ـــ ,,,, ـــ ولو خلدتني في السجون ديوني
ولكن لضعف وافتقار وصبية ـــ ,,,,.. ـــ صغار عليهم تستهل شؤوني
فقلت ولم أملك سوابق عبرة ـــ ,,,,....... ـــ مقالة مكوي الفؤاد حزين
وقد تخرج الحاجات يا أم مالك ـــ ,,,....., ـــ كرائم من رب بهن ضنين
فرد الشريف الكتاب عليه ووهبه المال . [ وفيات الأعيان 316/3 ] بتصرف
في عام 2005 قررت ان ابيع مكتبتي الخاصة التي تكونت من مجلة اطفال الى ان اصبحت فيها الاف الكتب ،فجمعت ما فيها من كتب بعد قراءتها منذ ان كنت في الصف الرابع الابتدائي، حيث كنت امين مكتبة المدرسة الشرقية النموذجية الابتدائية ، وكان الذي اختارني لهذه المسؤولية هو معلم العربية ، حيث اخذنا في درس الانشاء نحن طلاب الصف الرابع الابتدائي الى القاعة المخصصة لمكتبة المدرسة التي تقع في الطابق الثاني للمدرسة ، وطلب منا اختيار احد الكتب ( القصص خاصة ) لقراءته ومن ثم كتابة مختصرا له، فوقع اختياري على قصة طويلة للاطفال بعنوان ( حقل البرسيم ) فقمت بتلخيصها ، وكنت الوحيد الذي قام بذلك ، فكان هذا العمل هو الذي جعل االمعلم يسمح لي بالدخول الى المكتبة ، ومن ثم لاكون مسؤولا عنها.
وهكذا بدأت رحلة القراءة والتثقيف الذاتي عندي .
((يــــــروى أن المأمـــون العباسي قال لعمه عبدالله بن الحسن وقد تقدمتْ به السن : ما بقيَ من لذائـــــذك يا أبا علي ؟ فأجـــــــــــــــابه : إثنان ، الأولى اللعـــب مع الحفـــــدة والأسباط ، والثانية الحديث مع الصم البكم العمي !! فقال المأمون : عرفنا الأولى فماذا عن الثانية ؟ فأجــــــــــــابه : قــــــراءة الكتب فهي لا تـزعجـــــــــــك بصوت ، ولا تتـــجسس عليك بسمع ، ولا تتطلع عليك ببصـــــــــــر !!)).
***
تروي كتب التاريخ ان :((الصاحب بن عباد (326 -385 هـ) كان اذا انتقل من مكان الى مكان ينقل معه كتبه التي تحمل على ثلاثين بعيرا ليقرأها اثناء سفره .)).
هذا معناه انه كان " نهما " جدا في القراءة والاطلاع ، ولا يصبر على ترك كتبه.
وفي دار اهلي ، ومن ثم في داري تكونت عندي مكتبة ضخمة تسد جدارين من غرفة الاستقبال ، وكانت تتنقل معي ، حيث انتقلت الى ناحية قلعة سكر عندما سكنتها لمدة عامين ، وانتقل قسم منها الى الدجيل ( قاعدة البكر الجوية )، وانتقل ايضا قسم منها الى قاعدة الحبانية ، وايضا انتقلت بكل كتبها الى داري في قاعدة علي بن ابي طالب الجوية لمدة 4 سنوات ، وعندما استقريت في مدينتي سكنت في الدور التي اؤجرها ، مرة في حي اريدو لمدة ( 13 ) سنة ، ومرة اخرى قرب البريد ، ومن هذا المكان بعتها.
في منطقة البريد سكنت دارا قديمة ، وظهر ان فيه حشرة الارضة ، فبدأت باكل الكتب وخشب المكتبة ، فقررت عند ذلك بيع الكتب لهذا السبب ، ولسبب اخر جيث وجود النت والكتب الالكترونية ، كونت مكتبة الكترونية ، اضافة للاقراص التي تحمل الاف الكتب .
الان بدأت تتشكل عندي ملامح مكتبة من الكتب المهداة لي ، ولا اعرف ما ستأول اليه الامور. وكذلك مكتبة ألكترونية.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى