عايدة مغربي - أرضُ الرِّباطِ

تلكَ الأقدامُ المحنّطة ُ
تحت جسدِ الأرض ِ
تدمعُ وتنادي:
ماذا يفعلُ قطيعُ الصحراءِ في بلادي؟!
أما كفَتهم الأعشابُ الغربيّة
والسلاسل الذهبيّة التي انتزعت من الأيادي؟!
*****************************
جاءوا إلينا سُكارى
وأسقونا رحيقَ العذارى
في غفلةٍ منّا، صدّقنا الصداقة
وقلنا إخواننا في الإنسانية
لكنّهم مضغوا أصابع الحريّة
ورقصوا على ضريح أحجارٍ قدسيّة.
*****************************
حُطّمت بكارةُ الأرضِ
ونحن نغفو حالمين
وابتلعنا نزيفَ صمتٍ
أثقلنا كالبحر الحزين
أسمينا أنفسنا بألقابٍ
هُمُوا اختاروها لنا
دون أن ندري
أصبحنا عرب الثمانية وأربعين
وصرنا نأكلُ من صحونهم
ونرثي حالنا بعد حين.
**************************
حتى انبعثَ طائرُ السيرجِ
في أفق ٍ حاضرٍ ماضي
هنا وُلِدتُ، هنا أحيا،
هناّ أموتُ في أرضي
أرضُ الرّباطِ عكا...
هي وطني هي بلادي...
أرضُ الرباطِ حيفا ويافا
عرابة وسخنين
وطني...
كلُّ أرض ٍاختارَ أهلُها
وقفة َ سورٍ حصين.
*****************************
لن يسُدَّ جوعنا فُتاتَهُم
ولن نرضَ بتقسيماتهم وتسمياتهم
لأننا لسنا بعرب الثمانية وأربعين
ولا نقبلُ تحديدَ هويّتِنا بالسنين...
نحنُ كنّا وما زلنا نسيج هذا الوطن
وُلِدنا لنبقى
نزفنا لنبقى
استشهدنا لنبقى
أصبحنا أرامِل لنبقى
وأمسينا أيتاما لنبقى
لنبق في وطننا مرابطين
نسقي الأرضَ دماءً
تُزهِرُ شعبًا بالملايين....

عايدة مغربي (هنداوي)- عكا (فلسطين)".

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى