سعيد العويناتي - بطاقة

يا رفيقي
هاهنا أقبعُ عريانًا أُصلّي
هاهنا أسجدُ في محرابِ شمسِ اللهِ ملتاعا
كنافورةِ دمٍ في صدورِ الفقراءِ
هاهنا أقبعُ وحدي
مستجيرًا من عذاباتِ السنين،
وأصلّي، جاثمًا فوق قيودي الأزليّةِ
وأغنّي لإلهٍ في متاهاتِ المقابرْ
جسدي يطفحُ فيه الدمُ والعالم مملوءٌ
بنهرِ الوجعِ القابعِ في صدرِ الملايينِ
وأوراقُ الشجرْ
هاهنا يقبعُ وجهي في ملفّاتِ السلاطينِ
وأبقى هاهنا منكفئًا أرسمُ وجهَ العالمِ
المشتاقِ للقتلِ وأوراقِ الخريفْ
آهٍ أوراقَ الخريفْ،
كلماتي، وأغانيَّ، وأشعارُ البلابلْ،
مِزَقٌ من خرقةِ الصوفيّ فوقَ الرأسِ
مكتوبٌ على واجهةِ السجنِ ولحنِ الأغنياتْ

آهِ زوادة عمري يا رفيقْ
جسد الأرض يذوب الآن في الوردةِ
والشارع مملوءٌ بدم الفقراءْ
وكرابيجٌ تدوّي بيد الشرطيِّ فوق الرأسِ،
آهِ حمّى الأمسياتِ
وطني يسبح فيه الشوقُ، والعالم مصلوبٌ
وصدرُ امراتي قطعة شطرنجٍ
وتنّين كبيرٌ، يتشفّى بعذابات الصغارْ
أعلى