لقاء مع الشاعر والأديب السوري مصطفى الحاج حسين.. أجرته: ثريا مرتجي

(شاعر وقصيدة)

*.. لا يجوز أن نكتفي فقط بكلمات الترحيب لأنها أمر واجب علينا ، وإنما يحتم علينا أن نكون في مستوى المسؤولية الأدبية والفنية حتي نغوص في المنظومة الثقافية والمعرفية الراهنة من خلال تفاعلنا وحرصنا على إثراء التجربة الشعرية الحداثية..
نواكب ثلة من الشعراء المتميزين والشاعرات المتألقات..
أثروا الساحة الأدبية بأروع الصور الڜعرية وسافروا في أعماقنا لتغدو حروفهم ملاحم إنسانية..فكرية وثقافية شقت طريقها نحو الفضاء الشعري الشامخ بتؤدة وتبصر ..
يسعدنا استضافة الشاعر الكبير
مصطفى الحاج حسين
في فقرة &شاعر وقصيدة&
ومن ديوان# عويل القهر#
انتقيت هاته القصيدة المعبرة عن نكبة وطن الأمجاد..ومهد الحضارة والإشعاع الفكري والأدبي
يقول الشاعر :
* بسمةُ الله*
أحاسيس ..مصطفى الحاج حسين.
تهاوتْ جبالُ قسوتِكِ
على صدرِ أنيني
كانتِ ابتسامتي تحبو
على أعشاب فتنتِكِ
السامقةِ بالندى الأخرسِ
يدايَ تقطفانِ بعضَ رحابِ نورِكِ
منْ تدفّقِ شلّالاتِ الغرورِ
قربَ ظِلِّكِ الطافحِ بالبهاءِ
قاتلتي الرقيقةَ
معذّبتي الراقيةَ
ملهمتي بالانتحارِ
عاركتُ غاباتِ عطرِكِ
أدميتُ شذى شهوقِكِ
تسلّقتُ رميمَ صمتِكِ
شددتُ جدائلَ عليائِكِ
سيّجتُ أمواجَ التصحّرِ
عندَ نافذتِكِ
قلتُ : أحبُّكِ
مهما كانتْ نصالُكِ
حادّةَ المسافاتِ
أعشقُ أظافرَ السخريةِ عندَكِ
أموتُ على بصيصِ نجمةٍ
تطلّ في ذكرى الآفاقِ
منْ حرفٍ سقطَ منكِ سهواً
أنتِ بصيرتي
سراجُ لوعتي
أحبُّكِ
يا نهدَ السحابِ
يا أمّ التعطّشِ
يا مسكنَ الفردوسِ
حلبَ التنهيدةِ
حلب الإشراقةِ
حلب الأبديّةِ
يا تنّورَ الذكرياتِ
يا بسمة الإلهِ المعمورةَ .
مصطفى الحاج حسين
إسطنبول
*.. وعلى وقع نبرات هاته القصيدة المؤثرة في حق ياسمين الشام والتي تشدو على أريج المحابر الأدبية بحرقة واستياء
حيث لازالت أوطاننا العربيةجرحنا الدامي !!..
تتشابه آلامنا وأوضاعنا المزرية في أوطاننا العربية ، ويبقى المواطن العربي هو ذلك الشرخ الغائر المفكك المتغلغل في العمق ، لازال المواطن المستضعف العاني مُرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بذلك الجرح النازف المُوجع الذي لايفارقه ولا ينفك عنه ، وهو يردد في جل القصائد تلك اللغة الجريحة الخالية من الأمل في غد افضل..والعيش الكريم . والأدهى أن يعدم هذا المواطن في وطنه كل ماهو حق له ويليق به من حياة حرة كريمة في أقل التقدير والقليل ، ويبقى في وطنه مُطارداً من كل شيء.
نجدد الترحاب بكاتب القصيدة
الشاعر مصطفى الحاج حسين..
*.. ترى هل نهنئكم أم نهنئ أنفسنا بكم
وبما جادت به أقلامكم المزهرة دائما تختار الراقيات من الكلم .. نثَمِّن عالياً جهودكم وحضوركم البهي.. ولكم منا فيض التقدير و الأماني الطيبة ومزيدا من العطاء الأدبي.
*مصطفى الحاج حسين انرتم وشرفتم
شاعرنا الكبير..سيرتكم الذاتية
..زاخرة..بالمواقف البطولية.. رغم
الصعاب التي واجهتك.. في سبيل العلم
..تجلدت بالصبر والتحدي.
ولازلنا...نجدد الترحاب بالشاعر الكبير مصطفى الحاج حسين.. ونواصل مع حضرتك هذا الحوار الادبي الشيق .. رغم ظرفيتك الصحية..فقد اثرت على نفسك مواصلة الحوار معنا شكرا جزيلا..
* ويحضر معنا كاتب القصيدة الشاعر الكبير الاستاذ مصطفى الحاج حسين وهو الكاتب والشاعر السوري المعاصر الغني عن التعريف أبدع في صناعة القصيدة العربية الوطنية وصناعة القصة والمقالة في الماضي والحاضر حروفه زلالا فياضا في يناببع الأدب المعاصر.. نرحب بالشاعر مصطفى الحاج حسين ..على طاولة ادبية مستديرة.
* مصطفى الحاج حسين اهلا بك أنرت الأمسية اديبنا المبدع والمتالق أنرت.
* من هو الشاعر مصطفى الحاج الحسين؟؟؟ السيرة الذاتية.
# أنا إنسان بسيط وفقير، غير متعلم في المدرسة، عملت منذ صغري في مهنة البناء الشاقة، منعت من الحب، وحاولوا أن يبعدوني عن شغفي بالقراءة والكتابة، لكن تعلقي بالشعر أولاً جعلني أتحداهم وأن أمضي بشقّ طريقي، وبدأت أنال التشجيع من إتحاد الكتاب العرب وأنا في السادسة عشر من عمري.. كنت أعمل في بناء الحجر وبناء القصيدة في ذات الوقت، في النهار عامل ملوث بالإسمنت وفي الليل عاشق ملوث بالحبر والتحدي.. وبعد أن حققت تواجدي في الساحة الأدبية كشاعر منحاز للحداثة والتجديد، انتقلت لكتابة القصة القصيرة وذلك بسبب قلة كتاب القصة وغزارة عدد الشعراء، وكان لي تميزي في القصة بالفعل، حيث نلت جوائز كثيرة على صعيد المحلي والعربي.. لكن فجأة توقفت عن الكتابة وابتعد عن الوسط الأدبي منذ عام 1996 بسبب التهديدات الأمنية، ولم أعد للكتابة حتى لجأت لتركيا عام 2015
ولكني وجدتني أعود لكتابة الشعر، وفيما ندر أكتب القصة.. عدت للكتابة في مكان لا يفهم لغتي ولا يسمعني أحد.. وحده الفيسبوك نافذتي على العالم، لأن مطبوعاتي في تركيا لا تعرض في المكتبات التي لا ترحب بالكتب العربية.. لذلك طبعت ثمانية كتب بين شعر وقصة لكنها تقبع في الكراتين في بيتي.
* .. الى اي مدى تجسد هذه القصيدة ارتباطنا بالارض ، باعتبارها الام او الانثى ، ؟ . هل هذه القداسة العشقية التي تربط الانسان بأمه ، بأرضه ، هي التي تجعل هذا النوع من الابداع اقرب الى الكمال في الفن والمشاعر ؟
#.. قصيدة (بسمة الله) تجسد مدى الإرتباط بالمكان، الرّحيق، والنور والندى.. هي توغل في عبق الخلود، والإستمرار والعشق.. القصيدة هي عن حلب-الحضن، مدارج الطفولة، و ملاعب الصبا، الحب الاول، الامكنة،
الصراع المرير من اجل لقمة الخبز،(كنت تخمش الحجر باظافرك)
الصداقات التي لم نجد اجمل و اصدق منها في عمرنا التالي.. حلب احتضنت كل هذا و أكثر، فهي بمعنى من المعاني ام، و هي حبيبة ، و اخت، و معبودة، هي نقطة الارتكاز في عالم انعدام الوزن.. قال ارخميدس: اعطوني نقطة ارتكاز لاقلب لكم الأرض.. و انا نقطة ارتكازي حلب.. هي في الوجدان، و معها يهون كل شيء، و تصبح الحياة اسهل و أرق.
* ..دائما يتعثر الشاعر بوجود حائط اما عمليته الإبداعية تحد من حرية الكتابة بالنسبة إليه ، الا وهو الناقد ، والقارى الحادق ، هل يراعي شاعرنا هذه الشروط ليرضي الناقد ام القارىء ؟
# - الدخول في لعبة إرضاء.. إرضاء اي شخص لعبة خاسرة.. حين اكتب، اكتب لاريح نفسي، الامر يشبه الاعتراف للكاهن.. شيء ما من الكشف الصوفي
غوص في عالم الروحانيات و الوجدانيات، حيث لا مكان لاحد ، لا للنقاد و لا لغيرهم.
*.. حين يتعامل الشاعر ابداعا مع نص من نصوصه ما هي الحدود والروابط التي تقنن تجربته .. بصيغة من الصيغ لمن يكتب الشاعر ؟.
#.. لا حدود.. آفاق .. ثم آفاق و من ورائها آفاق.. الشاعر حين يكتب يتخلص ببساطة من احمال و أثقال اتعبت قلبه و كاهله.. الكتابة عملية بوح بالمكنونات و العذابات.. و دعوة للمشاركة للجميع،
الشاعر يكتب للجميع.. و لا اضع نصب عيني فئة او شريحة معينة.
*..حين نتحدث عن هذا النوع من الابداع الذي يرتبط بالارض من ناحية العشق ، او الحرية ، او التحرر او الاحتلال او الاغتصاب ، هي يمنحنا شرعية أن نسمي هذا الشعر بالشعر السياسي ؟
#.. في مستوى ما ، نعم.. المبدع لا يعيش بمعزل عما يجري حوله من احداث و صراعات، و هو في مكان ما نتاج لما يدور حوله و يتلقاه، و من ثم يعيشه و يهز وجدانه.. شعري في مستوى ما سياسي.. و انما بمعنى الانحياز للمظلوم أيا كان.. انحياز مطلق لكل ما هو إنساني.
*.. بماذا تقاس جودة النص هل بعدد القراء ، ام بعدد اهتمام النقاد ؟
#.. النص الجيد بحاجة لوقت وربما إلى زمن حتى يصل للقارئ الجيد.. الشاعر التقليدي والغير مجدد وحده يصفق له الجمهور من المرّة الأولى.. وهنا يكمن سر معاناة الشاعر المبدع، فهو لن يصل للآخرين إلّا بعد أن يصل إلى قبره.. وربما تطول الفترة أكثر.. هو ليس لاعب رياضي، ينال الأوسمة والمبالغ الخيالية قبل أن يجتازُ سن المراهقة..وهنا تكمن المفارقة!!!.
*.. هل شاعرنا ، مصطفى الحاج حسين ، راض عن تجربته الشعرية والادبية ان كان الجواب بنعم ، ماهي المقاييس والضوابط الإبداعية والفنية والمنهجية التي اعتمدها؟.
#.. إلى حد ما.. نعم، أنا راض بعض الشّيء، ولو لم أكن راضياً عن تجربتي الشعرية، ما كنت وهبت الشعر عمري.. وأمضيت جلّ وقتي وأنا بين يديه أتعلم، وأتعبّد.. لكن هل أنا حقّقت ما كنت أصبو إليه؟.. لا أظن، دائماً أبحث عن التطور والتجديد والإبتكار.. أنا نسفت من تجربتي كل ما هو تقليدي ورصف كلام.. جملتي مميّزة.. مركزة، صيغت لأول مرة، لم يسبقني إليها أحد، وسيعجز عن تقليدها الجميع.. أنا أكثر الشعراء الذين عبروا بقصائدهم بالصورة المبتكرة والجديدة والمكثفة والقويّة.. وكان أحد النقاد مات رحمة الله عليه يؤلف كتابا يدرس فيه ألف صورة شعرية، خاصة بي، لكنه توفيّ قبل أن ينجز مشروعه.
*.. أنرتم بحجم السماء أستاذنا الجليل..نشكر لكم تلبية دعواتنا.. وماذا عسانا ان نقول ولازالت أوطاننا العربيةجرحنا الدامي..
تتشابه آلامنا واوضاعنا المزرية في أوطاننا العربية ، ويبقى المواطن العربي هو ذلك الشرخ الغائر المتغلغل في العمق ، لازال المواطن المستضعف العاني مُرتبط ارتباطاً وثيقاً بذلك الجرح النازف المُوجع الذي لايفارقه ولا ينفك عنه ، والأدهى أن يعدم هذا المواطن في وطنه كل ماهو حق له ويليق به من حياة حرة كريمة في أقل التقدير والقليل ، ويبقى في وطنه مُطارداً من كل شيء.
#..أنا الذي أشكرك أستاذة ثريا مرتجي
على هذا اللقاء الرائع.. وعمق وجمال الأسئلة المتقنة والمركزة.
حاورته من المغرب
الأستاذة : ثريا مرتجي






373534958_851987919687371_4801252799986105351_n.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى