محمد عمار شعابنية - القَصْر..

رُبّمـا أرفَـع قصْــرا بـاذِخًـــا
فـي سمـاءٍ لا يُغَشّيها الأُزُونْ
فـيـه لا يَـشْـقى خيـال شَـفّ أو
مُبْعَدٌ يبحثُ عنْ حِضْنٍ حَنُونْ
وعـلى القصْر الذي أَبْنِـيـه أنْ
يتـراءى في مـلايينِ العُـيُـونْ
مِثْل شـمْس فـي صبـاح باسمِ
أوْ مُحِبٍّ حين يهْوى لا يَخونْ
والتـي لمْ تَـرَ فـي مـِرْآتِــهــا
ما يُنافي في رُؤاها من شجونْ
سوْف لن تُبْصِرَ إلاّ ظُلمــــةً
يتوارى خَلْفهـا وقتٌ حزِيـنْ
فيه عُـــقْـمٌ وخَـرابٌ دائــــمٌ
كخراب الفِكْر يُغْرِيه الجنونْ
كُـلـّمـا عَـارضَ لـفـظٌ فِـكْـرةً
أو إذا مِنْ عُقْمِها جَفَّ المَعينْ
واختفى معنـى وتـاهتْ أحْرفٌ
سال دمْع الرّوح وأرتجّ الجبينْ
بـيْـنـمـأ أطـمـح فـي أنْ لا أرى
، ودمي يسقي حُروفي من سنين،
تحت ضوء الشمس حقلاً واحدا
لم تُراقصْ فيه أطيارٌ غُصـونْ
أو حـمامًـا دونـمــا أجـنـحــــةٍ
صار غُنْمًا في شِبَاكِ الصّائدينْ
أوْ دخـانًا في عيون النَّـمْـل أوْ
حَدَّ سكّين عـلى حَبْـل الوَتينْ
أو خَـطـايـا بَـشَـرٍ لا تـنْـتـهــي
مـن تداعِيّاتِهـا يَشْقـى الجَـنِـيـنْ
أوْ لُصوصًا حاكموهمْ فاختفَـوْا
عن عيون الحُكْم مُذْ أضحى سَجينْ
وأنـا أنــشـر نفْسـي مـطـــــــرا
ربمـا يَـلْـمَـسُ صَخْــرًا فَـيَلِـيـنْ
مثـلمـا أفـتـح قـلـبـي كَـيْ أرى
ورْدةً تـخْـرجُ مـن مـاءٍ وطِـيـنْ
إنّــهــا وَرْدَة عِــطْـرٍ صــارخٍ
لمْ يَكُنْ يوْما بمَا أهْوَى ضـنِيـنْ
سـوْف أدعُـوهـــا إلـى نافـــذةٍ
تحتفي بالطِّيبِ حِينًا بَعْـدَ حِيـنْ
فـافْــتَحـوهـا تَـحْـوِ أُمْـنِـيّــاتِكـُـمْ
بيـن أيْـدِيـهـا لِتَـحْيُــوا آمِـنِـيـــنْ
لا على أرضٍ ثـَرَاهـا مُــقْـفِــــــرٌ
أوْ عـلى تُرْبٍ بما يحْوي ضـنِيـنْ
ضَجّ مِن عاصفـة مـَحْمُـومَـــــةٍ
مـا تلاشـتْ آوْ رَأَتْ أنْ تسْتكــنْ
غـيـر أنّ الطّـقـس لم يغفـرْ لهـا
وهْـيَ رقْـمٌ في عِـداد المُفْسديــنْ
لـمْ تَكــنْ تَـخْجَــل من زَهْـر ولاَ
تصْطَفي سُـكّــرَ تُـفّـاحٍ وَتِـيــــنْ
يا لـِقَـصْري وأنـا لا أشـتـهـــي
فـيـه أَنْ تُـحْرِجَـكم جِـيـمٌ وسِـينْ
كَيْ تـراكـمْ أنْـجُـمٌ تحْـفُــو بـكُـمْ
ويَـراكُـمْ نُـورُ رَبِّ العالَـمـِيـــنْ
وغَــدٌ ، نـاظِــرُه الـتّـارِيـــخُ، إذْ
قِـيلَ كُنْ ! ما كانَ، لَكِنْ سَيَكُـونْ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى