هوشنك أوسي - شحّاذ..

الجبالُ مَدينةٌ لي.
حين خرجتُ من معبد أحزاني،
ذاهباً لاصطيادي المعنى،
تقاسمتُ غزلانَ القصيدة بيني وبين الجبال.
كنتُ ابن أبي والفقر، ابنَ أمّي والغربة.
وادٍ سحيق كُنت، والجبالُ مدينةٌ لي.
وادٍ لا قرارَ له، وعشقكِ لمّا يزل يحفرني.

***

أعينُ الغيم، لا تنشفُ من الدمع.
أعينُ الشجر، لا تملُّ الانتظار.
أعينُ أصابعي، كلّما ودّعتُكِ،
تتوقُ إلى نهديكِ.

***

كأنّه الأمس، قبل ثلاثة آلاف سنة،
عندما حوّلني عشقكِ إلى كهف، وهدّني.
كاليوم، قبل ثلاثة آلاف سنة،
كنتُ أتسوّل ابتسامات عينيكِ.
غداً أيضاً، سأبقى ذلك الشحّاذ، ا
لذي يكفيهِ كسرةَ خبز وكوب ماء،
من يديكِ.

***

دعوني أزِح هذا الجدارَ عن صدري.
أنزِلُ هذا الحِمل الثقيل من كاهلي.
الحياةُ ليست قصيدةً دائخةً، عديمةَ المعنى.
الموتُ أيضاً؛ ليست راحةً أبديّة.
دعوني أرحل من هنا، إلى مكانٍ لا وداعَ فيه.
لا مشكلة…
سأشارككم قهوة هذا الصباح.
أناقشكم قليلاً حول شرف الكلمات والوعود.
أشرب معكم الكأس الأخير من النبيذ.
ندخّن معاً السيجارة الأخيرة.
اتركوني إذن، أرحل من بين ظنونكم والمخاوف،
يا أعدائي الأعزّاء.
سواء أتركتموني أم لا، سأغادر.
فلماذا تمانعون؟!

21/10/2020

أوستند – بلجيكا

شاعر وروائي كردي – سوري

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى