محمد زادة - الى الأنتربول الدولي

القاتل يزور الصين
ليس متلثِّماً
بينما أنا
أختبئ من أعين شرطة الضرائب

لا أملك تصريح عمل
لكنني أعمل مثل دابة
وفي آخر كلِّ شهرٍ
أتوجّه إلى الويسترن يونيون
وأقول لطفلتي
نحن هنا بخير

الشرطة تطرق بابي
لم أدفع مخالفة السير
هناك أمران لا يجوزان معاً
أن تقود العربة
وأنت تستمع لأخبار العالم

في المنفى أصبحتُ مواطناً
أحمل جواز سفرٍ غربي
لكنهم في كلِّ نقطة تفتيش
يسألونني :
من أين أنا
أنا من بلد القاتل

في الوطن
حلمت بليلة في السجن السياسي
تحدّثتُ في السياسة
انتقدتُ نظام الحكم
فاعتقلتني شرطة الأخلاقية
وهناك تعرّفتُ إلى بعض السياسيين

في المنفى
انتقدتُ النظام العالمي
اعتقلتني شرطة العمل
نمتُ ليلة في السجن
وهناك التقيتُ بعض اللصوص

أطفالي لا يعرفون الوطن
وأنا أحلم بالعودة
أطفالي ولِدوا هنا
يختلفون قليلاً عني ببشرتهم الحنطية
اكتسبوها من ثلوج ميونخ
يحملون جوازات سفرٍ غربية
لكنهم في كل دائرة حكومية
يسألونهم عن وطنهم

كيف نتخلّص من هذا الوطن
الذي فقَدَ حتى التعاطف
وصار اسمه يستدعي شرطة التفتيش

كيف نصير لهذا الوطن
وقوانينه لا تعجبنا
ممنوع أن ترمي شبابيك الأصدقاء بالحصى
والموسيقة ممنوعة بعد العاشرة ليلاً

في محطة دريسدن
أوقفوا قطاراً كاملاً
ومعهم الكلاب الذكية
فتّشوا حتى المراحيض
يبحثون عن سوري طعن صديقته
بينما القاتل الحقيقي
يزور الصين .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى