هوشنك أوسي - سبعة مستندات تالفة

1
كقرصانين متقاعدين،
يتوعدني فراغها والوحشة، بالثأر من قميصي المعلق على مشجب ملابسها،
الموجود خلف باب غرفتها.
قميص تناسيته، كي يدينني بها، إذا اقتضى الموت ذلك.
كمحبرة سومرية، يسيل منها دمع لذتي وحنينها،
يدونني الليل على مهل النسيان،
لئلا يسوقني عطر جسدها إلى محاكمه والمقاصل.
***
2
على هيئة عربة من القرون الوسطى، لنقل الركاب، يجرها جوادان،
تنتظرني القصيدة في الشارع.
أترك سعالي تحت وسادتها.
وتحت نهديها، اترك جرحين صغيرين،
لن يندملا، إلا بعد موتي.
جرحان يبتزان قلبها الشرس،
وخجل جسدها.
لا يتركانها تكمل فنجان قهوتها،
كأس نبيذها الأبيض،
وسرد حكايتها معي لصديقتها الوحيدة،
التي تسمونها الغربة، واسميها الاشتياق.
***
3
رصيدي من النسيان على وشك النفاد.
رصيدي من التعب والأحزان، اتفاوض به مع قتلتي البرابرة.
رصيدي من العشيقات في ازدياد.
لست مقامرا محترفا، ولا قاتلا مستلسلا.
لا أعلم لماذا تحوم حولي الشبهات؛
أنني أرأس عصابة لتهريب الورد والأغاني
من الجنة إلى سكان الجحيم؟!
كنت شاعرا يحترم ضحاياه من النساء - القصائد.
وبقيت شاعرا يحترمه ضحاياه من القصائد - النساء.
***
4
هل جربتم سقاية كرمة عنب، بالنبيذ الآتي منها؟
حاولوا سقاية زيتونة بزيتها،
وشجرة برتقال بعصير ثمرها.
حاولوا رد الأشياء إلى أصولها والجذور.
أنا أيضا، ذات يوم،
كنت قرية مكتظة بالنساء.
الآن، انا مدنية هجرتها شوارعها، نوافذها والأبواب.
***
5
لا أذكر أنني وعدت شجرة، وأخلفت،
صاحبت شاعرة، وخنت،
كتبت قصيدة، وأتممت،
مارست الحب في الهواء الطلق، وأنجبت.
لا أذكر أنني خضت حربا، وانتصرت.
ما أتذكره أنني عشت قليلا، ومت كثيرا.
***
6
عمري الذي مضى، كمستندات تالفة،
الكتابة عليها، لم تعد واضحة.
والمتبقي منه، حديقة عامة،
يرتادها المحاربون القدامى،
والشعراء المبتدئون، كي يستلهموا منها نصوصهم المختلسة.
المتبقي من عمري، ثورات فاشلة،
اختلفت على خطة قتلي،
واتفقت على الندم.
***
7
سابعنا يأسنا، يخطب فينا كزعيم ثوري.
سادسنا سفرنا في اقتفاء أثر الغيب.
خامسنا حزننا على أننا أحياء، وأعزاؤنا يرحلون.
رابعنا خيمتنا التي هي خيبتنا،
أنا وقصيدتي، وسيرتي الذاتية المفقودة.
4/10/2023
أوستند - بلجيكا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى